> مقالات

‏عهد ساعي البريد ... انتهى

كتب : خليل العريان |
‏عهد ساعي البريد ... انتهى


حوصرت جيوش القائد الروماني مارك انطونيو وهو قائد قوات ‏ماركوس بروتس في مدينة مودينا الواقعة شمال ايطاليا بواسطة جيش اكتافيوس الثالث في العام 24 قبل الميلاد، وكان القائد بروتس يتابع احداث الحرب بالرسائل التي تصله من قادته العسكريين بواسطة الحمام الزاجل، ذلك ‏الزاجل الذي يعرف بأنه صاحب جهاز ملاحي فريد من نوعه يستطيع ‏من خلاله رسم خارطة من خلال المجال المغناطيسي للأرض ليعود بها إلى موطنه ... 

ومنذ ذلك الحين عرف الانسان ‏اهمية تناقل المعلومات والرسائل والتواصل بين البشر وهو ما تطور لاحقاً، ومن حضارة لأخرى إزدادت الحاجة لوسائل سريعة ورخيصة يتواصل بها البشر ‏بينهم، لتكون بريطانيا أول دولة في العالم تقرر تخفيض الرسوم البريدية وتصدر أول طابع لها يحمل صورة الملكة فكتوريا وتلتحق بها الولايات المتحدة بعدها بسنتين وتحديداً في العام 1842 ليجول بعدها الطابع البريدي العالم ويصبح البريد وصندوق الرسائل هو اسهل وسائل التواصل.

ولقد تطورت العلاقات بين البشر خلال السنوات الاخيرة كثيراً، والتقنيات الحديثة جعلت الاحلام واقع، والخيال حقيقة، وقربت المسافات وجعلت التواصل بين اطراف العالم يحدث بمجرد لمسة زر، وتناقل المعلومات وسرعتها اصبح متاح من خلال الشبكة العنكبوتية للجميع ولمختلف الاعمار واصبحنا نستطيع الانتقال لنزور العالم بلمسة واحدة .. فاليوم نسافر من الشرق الاقصى الى الغرب مرورا بالشرق الاوسط الملتهب في لحظات ونقرأ الاخبار ونتابع الاحداث ونتواصل مع الكثيرين بسهولة ويسر، والفضل في ذلك بعد الله للتكنولوجيا المعاصرة والشبكة العنكبوتية .. واصبحت منصات الاعلام الحديث ومواقع التواصل بديل للحمام الزاجل والطوابع البريدية وتنقل لنا كل شيء بسهولة ويسر، الا ان ذلك التطور لم تلاحظه الحكومة ومسئوليها فلازالت صناديق البريد التي يعلوها عش العناكب منزوية في مرافق الجمعيات التعاونية ومراكز البريد خير دليل على ان حكومتنا لازالت تعيش زمن وعهد الطيبين الجميل .. ولازالت الحكومة تتخذ قراراتها بسرعة السلحفاة تتميز بغياب الرؤية والاستراتيجية، وكل ما أخشاه أن يأتي ذلك اليوم الذي يسير به أقراننا على القمر ونحن لازلنا نفكر هل الطابع البريدي يجب أن يكون مربع أو مثلث ..

‏هناك قرارات ليست بحاجة الى لجان عليا أو أصلية أو لجان فرعية و اقتراحات بقانون أو موافقة مجلس الأمة وأغلبية نيابية وقص أشرطة ووضع لحجر الأساس لها وغيرها،  ولكنها بحاجة إلى صاحب قرار شجاع يصدر قراره بالغاء وزارة المواصلات فوراً وخصخصة قطاع الإتصالات وتسليمها الى إحدى الشركات المتخصصة ومراقبتها عن طريق هيئة الإتصالات التي سمعنا عن الرغبة بإنشائها منذ سنوات .. إننا نعيش عهد يتطور بشكل سريع ويتميز بأنه عهد الثورة في التواصل الاجتماعي، والاتصالات تتم اليوم بواسطة الاقمار الصناعية، فإلى متى سيكون لدينا ساعى للبريد ونحن في العام 2017 ..؟؟؟ 
الا يعتبر ذلك إهدار للمال العام وزيادة في المصروفات من خلال صرف ملايين الدنانير شهرياً  لموظفي وزارة إنتهت اكلينيكياً ..
خليل العريان 
10/8/2017

عدد الزيارات : 2400 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق