> مقالات

أضحكنا فأسعدنا فرحل عنا .. عبدالحسين

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
  أضحكنا فأسعدنا فرحل عنا .. عبدالحسين


لا أعرف من أين سأبدأ وأين سأنتهي، لا أدري ماذا أريد أن أقول، لا أعرف ما هي الفكرة التي أريد أن أوصلها للقراء، أضعت نفسي في الحزن ولم أجدها! هل أتكلم عن بو عليوي أم بو سعد أم شيخ مردم أم أجلح أم حسين بن عاقول أم حمود الطواش أم عتيج المسيان أم نوح أم بو ردح أم معروف الاسكافي أم بو حابس أم بن علف أم أم أم ... أم سأكتفي بفخامة الإسم "عبدالحسين عبدالرضا".
مسلسلات و مسرحيات قام بها الراحل الرائع قبل أن أولد لأجد نفسي من أشد متابعيها بعد أن كبرت، وكأنه فصّل تلك الأعمال لتليق بزماني لا لزمانٍ سبق ولادتي. و الأكيد أن سبب ذلك هو أنه  لم يقم بأعماله الفنية بهدف الشهرة أو المال، بل قام بها حباً بالفن وعشقاً فيه، والأهم من ذلك أنه قام بتنفيذ تلك الأعمال حباً في الوطن. كانت أعماله تحمل رسائل اجتماعية وسياسية هادفة، لم تكن كوميديا رخيصة وحسب بل كانت فكاهة هادفة إلى النمو بالمجتمع إلى الأفضل. لقد كنا ننتظر أعماله الجديدة بكل شوق لعلمنا بأنها مختلفة عن بقية الأعمال التي تُقدم، الراحل لديه أسلوب يدخل القلب بلا استئذان، يسرق الهم والحزن ليستبدله بالسعادة والفرح، لهذه الأسباب ستبقى أعماله خالدة ما بقي الوقت، سيكبر ابني متابعاً لها وستشكل ثقافته وكيانه كما أثرت فيني وفي أبي من قبل. لا أعلم كيف سيكون التلفزيون في رمضان المقبل و نحن نعلم يقيناً عدم وجود عمل جديد لـ"عبدالحسين". ربما عشقناك يا بو عدنان لأن أعمالك رائعة و هذا العشق ظاهري، لكنك حصلت على عشق الناس الحقيقي لأنهم وجدوا فيك الإنسان و المثال والقدوة التي يقتدون بها في حب الوطن و نبذ الطائفية. فبذلك وقبل أن تكون فناناً رائعاً كنت مواطناً محباً لوطنك نتعلم منك روح المواطنة، لا أستطيع أن أحصي تلك التعازي التي قدمتها الشعوب العربية لشعب الكويت على رحيلك، لا أستطيع أن أنسى عبارتك و أنت على خشبة مسرح دار الأوبرا و بجانبك رفيق دربك سعد الفرح و أنت تقول له "الوعد بالجنة"، لن ننسى حزن سمو الأمير صباح الأحمد حفظه الله على فقدك .. ولا الشعب الكويتي بكل شخصياته و فئاته .. وزراء، أعضاء مجلس أمة، الرجال والنساء والكبار والصغار، الجميع حزين على رحيلك، قلبي يعتصر وأنا أكتب هذه الكلمات و عيناي مغرورقتان بالدموع .. الوداع يا بو عدنان.
اللهم اغفر له و ارحمه و تجاوز عنه و ارزقه جناتٍ تجري من تحتها الأنهار..
عبدالعزيز بومجداد

عدد الزيارات : 2418 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق