رحمك الله عملاق الفن الخليجي عبدالحسين عبدالرضا

بقلم غادة الرفاتي 

الولايات المتحدة الامريكية

كنت اقضي اجازتي السنوية مع اولادي الاربعة في مدينة هوليوود بلوس انجلوس نستمتع بالتنقل بين استديوهات هذه المدينة العملاقة لنشاهد عجائب تكنولوجيا الفن وشركات الانتاج السينمائي والتفلزيوني الضخمة مثل والت ديزني ويونيفرسال .... ولكن نوعا ما كان يغمر قلبي احساس غريب يصاحبه القبوض والخوف حاولت اخفائه عن الجميع وكأن شيء ما غير حميد سوف يحدث وقلت في نفسي اللهم اجعله خيرا وبعد ساعات جاءني عبر رسائل الهاتف من الكويت خبر وفاة الفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا رحمه الله فأدمعت عيناي حزنا .. عبدالحسين عبدالرضا نعتبره جميعا خصوصا نحن من عاش او ولد في الكويت بأنه فنان العرب وفنان الخليج الاول بل اسطورة الفن الخليجي ومؤسسها... كم  ضحكنا ونحن نشاهد اعماله مثل مسلسل درب الزلق وكم استمتعنا وغنينا ورددنا في مناسباتنا العائلية السعيدة اغانيه مثل اوبريت مداعبات قبل الزواج وشهر العسل وبساط الريح حتى انني اذكر في صغري و اثناء تواجدنا في صيف الاردن وذلك في منتصف السبعينات وكنا في حفل زفاف لاحد من الاقرباء رأيت اختي مع اخي الاكبر مني سناً يلبس دشداشة لونها أبيض وغترة  ويحملان الميكريفون وفي وسط القاعة ويقلدان عبدالحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله في اوبريت مداعبات قبل الزواج وضحكت كثيرا حيث لم اكن اتوقع ذلك خصوصا عندما سمعت اخي يردد "أعجبج ولاما أعجبج تراني ياي.. لأبوج اليوم أخطبج وأسحبج وياي." ...شاهدت المعازيم في الفرح سعيدين بذلك التقليد وذلك الغناء فكان بمثابة نقل الفن الكويتي حيا خاصة في ذلك الوقت حيث لم يكن هناك قنوات فضائية ولم يكن الجميع يملك حتى تلفزيونا بالابيض والاسود....

كما لن ننسى مسرحياته كباي باي لندن وباي باي عرب ومسرحية سيف العرب هز امريكا الساخرة والتي ايقن وأبدع فيها بتقليد شخصية صدام حسين .... أعمال فناننا ابو عليوي لن تموت وباقية في القلب ومحفورة في ذاكرتنا اينما كنا ومهما طال الزمن ... وكم تمنيت وأنا أمشي في ساحة او ممر المشاهير في هوليوود أن يكون هناك بصمة له وأن أرى اسمه محفورا على نجمات المشاهير العالميين لان أبو عدنان يستاهل ذلك التكريم تقديرا لصدق فنه وحسه الجميل وعطائه الفني الكبير ولا يسعنا الا ان نقول رحمك الله بو عدنان وغفر لك ولن ننسى أيضا طلب الرحمة والمغفرة لكل من شاركك اعمالك الفنية من الفنانيين الكويتيين العمالقة كخالد النفيسي وغانم الصالح رحمهم الله جميعا وأطال الله بعمر سعد الفرج اللذان ابدعا كثنائي في كثير من اعمالهم الفنية خاصة درب الزلق.

وال الرفاتي وكعرب امريكان في المهجر نبعث اليكم بأحر التعازي من شيكاغو للكويت واهل الكويت ولكل محبي عبدالحسين عبدالرضا في العالم العربي ونقول عظم الله اجركم بفقيد الفن الغالي وأدخله الله  فسيح جناته...