> مقالات

عن أي أمريكا تتحدثون !!!!

كتب : ليما الملا |
 عن أي أمريكا تتحدثون  !!!!

                       

 إستمر الإستنكار والرفض والتنديد من قبل كل مسئول في الولايات المتحدة  لأحداث مدينة شارلتسفيل بولاية فيرجينيا  التي شهدت السبت الماضي أحداث عنف بين مجموعات نازية وعنصرية قدمت من خارج المدينة حاملة شعارات  ضد كل الأفارقة و اليهود والمسلمين واللاتينين،  ومجموعات من أهل المدينة ممن قرروا التصدي لهم.
وفي الوقت الذي انتظر الجميع رداً حاسماً  وواضحاً وحازماً من الرئيس الأمريكي، عقد دونالد ترمب مؤتمراً صحفياً  قام من خلاله بتوجيه اللوم لتلك الأحداث على الطرفين !! وما زاد الطين بله ان ترمب رفض الرد على سؤال حول عدم إدانتة المجموعات العنصرية وتسميتها باسمها!! وبعد الأحداث بثلاثة أيام ومع استمرار الضغوطات على الرئيس الامريكي لتوضيح عدم إدانته للمجموعات العنصرية، خرج بيان صحفي من البيت الابيض  يدين العنصريين، ولكن الغريب ان البيان لم يذكر اسم الرئيس بل حتى الشخص الذي وزعه طالب الصحفيين بعدم الكشف عن هويته !!.... ليأتي بعدها ترمب بيوم واحد ليصف الجماعات النازية بالعنصرية في بيان استمر لمدة 4 دقائق فقط !!!!   
تصرفات ترمب قد تبدو غريبة وليست في محلها على الإطلاق كونه رئيساً للولايات المتحدة ولابد ان ينصف الحق، ولكن من يدقق النظر ويتمعن اكثر سيجد ان تأخر ترمب في إدانة البيض العنصريين كان طبيعياً للأسباب التالية ...
- فالعنصريون النازيون في امريكا من انصار ترمب، ولم يخفوا ان اصواتهم في الانتخابات الامريكية الاخيرة كلها ذهبت الى ترمب الغير مستعد لإدانتهم كي يخسر اصواتهم .
- هناك 3 من مستشاريين ترمب اما اعضاء او لديهم صلات حميمة بالجماعات العنصرية، فالأول ستيف بانن - مسئول موقع بريتبارت الالكتروني المؤيد للعنصريين - والمؤمن ان الاسلام خطر على البشرية.. والثاني ستيفن ميللر المهندس الفعلي لاقتراح منع المسلمين من دخول امريكا، اما الشخص الثالث فهو الاكثر خطورة ويدعى سبستيان غوركا المطرود من المباحث الفيدرالية التي عمل معها كمتعاون بسبب كراهيته للاسلام،  والذي يدعي انه متخصص في الدين الاسلامي - بشهادة من جامعة هنغارية غير معترف بها- رغم انه لا يتكلم العربية ولم يسبق له ان زار اي بلد اسلامي !!!!
- ان ترمب من فئة ( الواسب) وذلك مصطلح يطلق على المسيحين البيض الانغلوساكسون بروتستان، وتلك نفس الفئة التي يطالب الجميع ترمب بادانتها !!!!
لقد اصبحت نوايا ترمب واضحة امام الكل الا لمن يجد مشكلة في التعامل مع الحقيقة، فترمب لا يريد المسلمين في امريكا، ويطالب بطرد اكثر من 11 مليون لاتيني، ويصمت عندما يتم احراق معابد ومقابر اليهود، ويقف ساكنا امام حروب عصابات الأفارقة في شيكاغو ...في تلك الأمور موقفه واضح وضوح الشمس،  إلا انه عندما يتعلق الأمر بالبيض البروتيستان فانه يتكلم بلغة الألغاز...
 والان يمكن فهم معنى ما كتب على القبعات الحمراء اثناء حملة ترمب الانتخابية...فالشعار كان (لنجعل امريكا عظيمة مجدداً)....وهنا لم يكن المعنى أمريكا التي انجبت شخصيات عظيمة مثل إبراهام لينكولن، فرانكلين روزفلت ، وتوماس اديسون، ومارتن لوثر كينغ، بل أمريكا التي أصبحت رهينة بيد ستيفن بانن،  وستيفن ميللر، وسبستيان كورغا !!!      

بقلم ليما الملا

عدد الزيارات : 1659 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق