> مقالات

شو صار !!! واحد حط والتاني طار...

كتب : غادة الرفاتي |
شو صار !!!   واحد حط والتاني طار...


بقلم غادة الرفاتي 
الولايات المتحدة الامريكية 


تواصلت معي قبل فترة احدى زميلات العمل عندما كنت في الكويت وبعد انقطاع دام 27 عاما بسبب انتقالي للعيش بأمريكا وكانت صدفة جميلة بعد طول هذا الغياب والانقطاع.. أبلغتني هذه الزميلة  عن رغبتها بزيارة امريكا مع زميلة عمل سابقه  .... فقلت لها اختيار جميل فأمريكا وبولاياتها الخمسين جميلة وتختلف عن اوروبا ولندن فالجو والطبيعة والتضاريس الجغرافية فيها متنوعة فاي ولاية ترغبون بزيارتها فأجابت بالتأكيد الولاية التي أعيش بها ... قلت لها اذن شيكاغو ... فخافت الصديقة وقالت شيكاغو بلد الاجرام نخاف على انفسنا... فقلت لها ابدا لا تخافي فلا يوجد دواعش ولا جبهة نصرة ولا حسرة ولا قطع رؤوس... اطمأني عزيزتي ... وسألت ما امكانية توفير سائق خصوصي لهم طيلة فترة اقامتهم, قلت نعم ممكن ذلك ولكن سيكون مكلفا بعض الشيء... فيومية السائق العادي بشيكاغو لا تقل عن 200$ وذلك اذا عمل مدة 8 ساعات وان اردتما سائقا يلازمكما طيلة اليوم فلا بد ان تتوقعا أن تكون التكلفة 400$ وربما اكثر ..... فكان ردها ان ذلك مبلغا باهظا معتقدة انه ربما قد يكفيه 100$ في اليوم  فقلت عفوا بأمريكا صعب ان تجدي سائقا هنديا او بنغاليا بمبلغ 70 د ك شهريا..... ولكي تتمتعي برحلتك ارجوا عدم المقارنه بالاسعار بين البلدين فربما الشيء الرخيص بالكويت قد يكون عندنا غالي وبالعكس ايضا فربما يوجد لدينا اشياء رخيصة السعر والثمن وبالكويت غالية باهظة الثمن..
وبعد وصول الزميلتان واستقبالهن بالرحب والسعة في المطار وايصالهن الى الفندق عدت اليهن بعد بضعة ساعات كي نتعشى سويا في مطعم ما في داون تاون شيكاغو .... واخذتهم في تلك الليلة بجولة على Magnificent Mile  Navy pier  & 
ولاننا في بلد الوقت فيه له ثمن وكأننا في طاحونة نتسابق مع الزمن قلت لهن سأحاول ان أخصص قدر استطاعتي في كل يوم بعض الوقت وأن اقوم تجاههن بما استطيع حسب وقتي وجدولة عملي ... وأخبرتهن في عطلة نهاية الاسبوع  سوف نزور بعض الاماكن السياحية والهامة تاريخيا في مدينة شيكاغو وضواحيها  والاحد سيكون هناك رحلة اي Picnic وسيشاركنا الرحلة الاقرباء والاصدقاء من عرب ومن امريكان  وجميعهن سيداااااااات واخترت مكانا جميلا بحيرات وشلالات وأشجار وغزلان وبط وطبيعة خلابه وركوب قوارب خشبية ولعب كره سلة وكره الطائرة وربما صيد سمك وركوب الخيل ومسابقات رياضية جميلة بين الموجودين في تلك الرحلة ... واعددتُ لهذه الرحلة الجميلة ما يلزم من طعام وشراب  وشِواء " كباب ، ستيك ، همبورجر وغيره " ومن عاداتنا  بامريكا ان يحضر كل شخص أو عائلة معه طبق معين او نوع من الحلويات او المشروبات كمشاركة  لطيفة ظريفة... 
وعند جلوسنا على طاولات الرحلة لنبدأ الاكل وبالطبع لا بد من استخدام صحون وأكواب ورقية وملاعق بلاستيكية رفضتا الصديقتان الاكل بتلك الصحون الورقية  و استخدام الملاعق البلاستيكية وشرب القهوة والشاي بأكواب الورق  وفضلتا البقاء في تلك الرحلة من دون طعام او شراب الا من بعض زجاجات الماء وعلب المشروبات الغازية الباردة وبعض انواع البسكويت والبطاطا المقرمشة . ولم استغرب هذا التصرف حيث حضرتا الى الرحلة يلبسن دراعات بالفعل جميلة ولكنها مزخرفة بالخرز وبطريقة تصلح لحفل زفاف ونقش الحنة على الايدي والارجل وحواجب تاتو ورموش تركيب مستعارة ومكياج صارخ لامع وجواهر واكسسوارات من الذهب وحذاء بكعب عالي ونحن جميعا نلبس بنطلون جينز وبوت رياضة  gym shoes وكلنا ارتدى ما يصلح للتمتع بالرحلة والنزهة للتمتع بالهواء الطلق... عموما انتهى اليوم واوصلتهن الى الفندق قبيل المغرب بعد أن اصطحبتهن الى مطعم يمني لطلب مندي والذي اعتبره شخصيا من اكلاتي المفضلة.... 
وما ان وصلت البيت حتى وجدت عدة مسجات عبر الهاتف من بعض الحاضرين في الرحلة
وكان محتوى المسجات ( هل الكويتيون مثل تلك السيدتان متعاليتان ومتكبرتان بتعابير على وجهوهن توحي بالاشمئزاز من الجلوس بيننا ومخالطتنا ثم لماذا الاستهزاء بنا من عدم توفر خدم وسائقين في بيوتنا واستغرابهن كيف نستطيع العيش وتدبير امورنا و لا يوجد لدينا خدم في البيوت للقيام بتنظيف وترتيب البيت واعداد الطعام وخدم نصطحبهم معنا في كل مكان ، في الرحلات وفي السفر وفي الاسواق والاماكن العامة كي يقوموا بحمل الاغراض والامتعة والمشتريات نيابة عنّا بالاضافة الى العناية والاهتمام بأطفالنا وكيف أننا بأمريكا بلد التقدم والثراء ولا يوجد لدينا سائق خاص في كل بيت او لكل أسره ولا يوجد حتى خادمة واحدة موضحتان أن حياتهن فقط للتسوق والسفر والزيارات وغيره من متع الحياة.
فكان ردي بكل بساطة على تلك المسجات والرسائل  والله انهن لسن بكويتيات الاصل ولكنهن كويتيات بالتجنس وليس كل الكويتيون اثرياء وتجار واصحاب اعمال فكثيرون منهم يعتمدون على الراتب فقط ......... وانهن لايعكسن صورة المجتمع الكويتي المتواضع والذي يطبع عليه طيبه القلب وحب الناس والمجاملة اللطيفة وتصرف امثالهن لا يعكس صورة اي مجتمع سواء كان مجمتع شرقي ام مجتمع غربي ولكنه يعكس فقط صورة الشخص الجاهل المتصنّع الذي شبع بعد جوع ... فسألوني طًيّب شو صار ... قلت الظاهر واحد حط والتاني طار..

عدد الزيارات : 2337 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق