> مقالات

بورما بعد فلسطين ... رسالة إلى الشعوب !!

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
   بورما بعد فلسطين ... رسالة إلى الشعوب !!

                     

     بعد طول الصمت العربي و الإسلامي المريب عن القضية الفلسطينية و الاضطهاد الذي يقع على المسلمين هناك ، نستغرب اليوم من انتفاضة بعض المشايخ للقضية السورية والتي بدا لنا بالنهاية دجلهم و نفاقهم  تحت شعارات الإنسانية و الإسلام و الحرية لسورية وليس لغيرها من البلدان المضطهدة اسلاميا وإنسانيا ، فمنهم من قال أن الملائكة تحارب مع الثوار و منهم من أخرج كل من يتخلّف عن نصرة السوريين من دائرة الإسلام ، و منهم من جمع الأموال و السلاح ، و منهم من ابتدع ما يسمى بجهاد النكاح و الذي لم يكن له وجود على مر التأريخ الإسلامي ، كل ذلك كان للأسف في سبيل تدمير سوريا و تقسيمها لمصلحة اسرائيل و أمريكا . و هذا ما استدلينا عليه من الوقائع و المجريات التي حدثت في سوريا و المساهمات الصهيونية و الامريكية في دعم ثورة الإرهاب في سوريا .. بل عندما تشاهد تنازل المسلمين عن قضية فلسطين تدريجياً عبر سنوات طويلة بعد ذاك الاهتمام الطفيف بها ثم ظهور "الفلم الكوميدي" الذي أثار حفيظة مدّعي الثورة في سوريا ستتأكد من هذه الحقيقة !!

     إن الإنسانية التي انتفضت و الإسلام الذي كان هو الهدف الأول و الأخير و الحرية التي استمات البعض من أجل تطبيقها في سوريا لم تحرك الغيرة الاسلامية لدى المشايخ المتأسلمين في بورما ، كما أنها لم تتحرك في فلسطين ، هي فقط مبادئ شكلية تحركت بين هذه و تلك لتطبيق هدف معين ثم العودة لتهميش الإنسانية و تسييس الإسلام لخدمة مصالح خاصة و تحريم الديمقراطية و الحرية "كما عهدنا" ، ألا يدل هذا على أنها مجرد شعارات فارغة يتم توظيفها لأعمال سياسية لخدمة طرف معين ؟ ألم تلاحظوا أن المستفيد الأول و الأخير من تدمير سوريا و العراق و الصمت عن فلسطين و تجاهل الاضطهاد ضد مسلمي بورما هو  إسرائيل ؟! حيث أنها خدمة مقدمة لها على طبق من ذهب . أين مقاطعة الدول العربية و أين سحب السفراء و أين الاستنكار و التنديد الذي تستخدمه الدول الاسلامية ضد بعضها عن بورما .. و أين هي عن فلسطين ؟ لماذا يغض المسلمون أبصارهم عن قضية بورما ؟ و لماذا أغمضوا أعينهم عن فلسطين ؟!

     إن مبادئ الإنسانية و الإسلام و الحرية لا تتجزأ و تحريكها في مكان دون آخر يعتبر إما نفاق و إما خدمة لمصلحة خاصة ، لكن مع الأسف هناك من اقتنع أنها واجب في سوريا و العراق و محرمة في فلسطين و ليس لها معنى في بورما ، بل إن بعض الصحف العربية وصفت المسلمين في بورما بأنهم ارهابيين و خارجين عن القانون و ما تقوم به السلطات ضدهم هو تطبيق للقانون و المحافظة على النظام في حين اعتبروا مواجهة النظام السوري للارهابيين إجرام و لا أعرف كيف اقتنع البعض بهذه الكذبة السخيفة . حيث أننا كثيراً ما سمعنا عبارة "يقتل شعبه" والتي وجهها الإعلام العربي للنظام السوري ، ثم نلاحظ نفس هذا الإعلام يعتبر المسلمين في بورما ارهابيين و خارجين عن القانون .. فما هو معيارهم في تصنيف الشعوب ؟ لماذا تختلف المبادئ في كل قضية ؟ مشكلتنا أن مبادئنا مضروبة ، و معاييرنا في تقييم الأمور تختلف من مكان لآخر على حسب المصلحة الشخصية التي تحكمها غالباً الطائفية ، و لو كانت نظرتنا واحدة و مبادئنا محددة لعرفنا كيف نقيّم كل ما يحصل في فلسطين و سوريا و العراق و البحرين و اليمن و قطر و أخيراً بورما ، و لعل هذا المقال ومافيه من إشارات توقظكم من غفلة  لتعيدوا النظر بمواقفكم التي اتخذتموها من القضايا الإسلامية .

و من هنا أتمنى أن يتحرك المسلمون لانقاذ الشعب المسلم في بورما من الاضطهاد و التهجير و أن لا تكون هذه القضية هي الجزء الثاني للقضية الفلسطينية .

والله ولي التوفيق
عبدالعزيز بومجداد

عدد الزيارات : 2205 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق