> مقالات

الدبلوماسي الكبير .. #شكراً

كتب : خليل العريان |
  الدبلوماسي الكبير .. #شكراً

                     
منذ اللحظة الاولى للخلاف الغير متوقع بين دول الخليج وكما اطلق عليه لاحقاً الازمة الخليجية والتي حدثت بين السعودية والبحرين والامارات والتي انضمت لها مصر من جهة وقطر من جهة اخرى، بادرت الكويت فوراً وأخذت قصب السبق لتكون حمامة السلام بين الاشقاء، وقادت بنجاح واقتدار مهمة إعادة السلام بين تلك الاطراف المتنازعة، ورغم اننا نعلم جميعا بان من يقوم بمهمة الوساطة وخاصة في الازمات المشابه للازمة الخليجية سوف يتعرض الى مواقف صعبة بين الاشقاء، لأن وجود الكويت في أي كفّة سيزيدها قوة وتصبح هي الاغلبية في مجلس التعاون، ولكن السياسة الحكيمة من القائد الدبلوماسي جعلت الكويت تختار موقف الحياد، ولقد واجهت العلاقات السعودية القطرية العديد من الازمات خلال السنوات الماضية، وكان اخرها في العام 2014 عندما استطاعت أيضا الكويت قيادة جهود المصالحة بينهم، وكما جاء في لقاء حضرة صاحب السمو حفظه الله مع احدى الصحف المحلية بعد بدء الأزمة بان سموه عاصر وعايش ولادة وانطلاقة منظومة دول مجلس التعاون الخليجي ولا يرغب بان يعيش لحظات انفصاله "لا سمح الله" او تفكك تلك المنظومة الاقليمية المهمة لاستقرار المنطقة ورغم مشاغل سموه الكثيرة ومتابعته الحثيثة لجهود التنمية في وطننا الغالي، الا انه قام بجهود جبّارة وزيارات مكوكية خلال شهر رمضان المبارك، واستطاع بحمد الله وتوفيقه ان يوقف التصعيد في تلك الازمة وتجميدها، ولم تكتفي الدبلوماسية الكويتية بذلك بل نقلت ذلك الملف الى العواصم الاوربية والدول الصديقة واخيراً وليس آخراً الى الولايات المتحدة الامريكية خلال الزيارة الاخيرة لسموه حفظه الله ورعاه لها ليضع ذلك الملف على طاولة المباحثات ليكون الملف الاول في المفاوضات بين الجانبين وكما وعد سموه فلقد تدخلت الولايات المتحده ورئيسها للمساهمة ودعم الجهود الكويتية لدعم عملية السلام في المنطقة ورغم ما تعرضت له دولة الكويت بشكل عام وحضرة صاحب السمو بشكل خاص من هجوم وتشكيك بالنجاح الا ان سموه أصر على مواصلة العمل على تقريب وجهات النظر والسعى نحو انهاء تلك الازمة ولا ننسى كذلك دور سلطنة عمان الشقيقة في الوقوف الى جانب الجهود الدبلوماسية الكويتية ونخص بالثناء جهود وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الذي كان حمامة للسلام في هذه المرحلة المفصلية المهمة .. واتمنى ان يتعلم الكثيرون من حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الصباح امير الكويت المفدى الدبلوماسي الكبير كيفية التعامل مع القضايا المصيرية والخلافات الاقليمية وكيف ان الوقوف في النصف وعدم الانحياز لطرف ضد آخر ليس مجرد شعار رنان بل هو نهج دولة واسلوب حكيم تسير عليه الكويت منذ نشأتها ...
 ويطيب لنا ان نسطر باسم شعوب المنطقة الشكر للاب والقائد الذي اطفأ فتيل الازمة الخليجية وارجو من الله أن يكلل تلك الجهود بالنجاح ونطالب جميع الاعلاميين الابتعاد عن سكب الزيت على النار ودعم جهود المصالحة لما فيه الخير والصلاح للمنطقة ومستقبلها ..
خليل العريان
11/9/2017

عدد الزيارات : 1506 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق