العرب الامريكان بين المطرقة والسندان

وكالعادة كل اربعة اعوام نجلس امام التلفاز أسابيع و شهور لنتابع اخبار السباق حول الانتخابات الرئاسية الامريكية علّ وعسى ان نجد ما يسر البال والخاطر ... لنجد انفسنا كعرب امريكان اننا بين المطرقة والسندان ونضطر الى انتخاب الاقل سوءً وضرراً بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري... 

وبينما ننظر ونتابع بشغف المناظرات الرئاسية نتحسر على وضع بلادنا العربية جميعها بلا استثناء .. ونتساءل متى يأتي اليوم الذي يتم فيه انتخاب رئيس دولة عربية من قبل الشعب وتكون فترة الحكم أربع سنوات قد تُجدد لفترة ثانية وقد لا تُجدد بسبب المنافسة من قبل مرشح او مرشحة لتولي الحكم  ويكون هناك منافسات وسباقات بين المرشحين لرئاسة الدولة من الشعب على أن يتم تقديم اجندتهم الانتخابية وتوضيح مشاريعهم وخططهم الانمائية  سواء مشاريع اقتصادية وتجارية لنمو البلد وتطويره وايجاد فرص عمل ورفع المستوى المعيشي للمواطنين بلا استثناء أو المشاريع الصحية وتوفير تأمين صحي لكل مواطن وأيضا خططهم حول التعليم والمساعدات الخاصة بالطلبه لتيسير تحصيل العلم والحصول على الشهادات الجامعية والفنية   وايضا لن ننسى سياسات الدولة الخارجية بما تتطلبه المصلحة العامة والامن القومي وبعد ذلك يتم التصويت بشفافية دون تزوير ومن دون تدخل اي جهات داخلية او خارجية .. للاسف هذا حلم لن يتحقق ابدا ... فنحن شعوب لا تعرف الديمقراطية والحرية ولا تعرف ايضا كيف تمارسها ... تعودنا على العصا والسيف والكرباج وسوف نستمر على هذا الحال الى يوم القيامة ...

لاعود الى رشدي والى متابعة اخبار الانتخابات بأمريكا وابتعد عن حلمي الذي لن يتحقق وسط الدمار الهائل في الشرق الاوسط  وأعيش الواقع الجميل وهو انني مواطنة امريكية ويهمني بالطبع كل ما يفيدنا كأمريكان وكل ما يرفع من شأن أمريكا لتبقى القوة العظمي في العالم أجمع  ويهمني الامن والسلام وايجاد فرص العمل لكثير من المواطنين الامريكيين ويهمني ايضا توفير المساعدات الحكومية لكثير من طالبي العلم وتوفير التأمين الصحي بالمستوى المطلوب كما عهدناه بالسنوات السابقة بل نطمح الى ان يكون افضل بكثير مما هو عليه الان  .... كما يهمني كمواطنة امريكية تخفيف الضرائب عن الاسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود على أن يتحمل الاغنياء النسبة الاكبر لتصبح المعادلة عادلة ... ويهمني ايضا ان يتم تأمين منافذ الحدود من كل متسلل الى امريكا بطرق غير شرعية ومعاقبته ليكون رادعا لمن يحاول التسلل الى اراضينا ... واطمح ان يكون لدينا قوانين مشددة في بيع وحيازة الاسلحة داخل الولايات المتحدة الامريكية والتحكم في جميع متاجر الاسلحة ومراقبتها لتخفيف جرائم القتل والتي تحدث بدافع السرقة غالباً والسطو المسلح على المتاجر... ويهمني أيضاً اغلاق كل منافذ تهريب المخدرات وحيث ان اصولي عربية يهمني ايضا الامن والسلام في اوطاننا العربية وارغب في ان تتغير السياسات الامريكية تجاه الشرق الاوسط وخاصة تجاه فلسطين وان يجدوا حلا عادلاً يرضي جميع الاطراف ... وأتمنى ايضا ان يجدوا حلا للازمة السورية واليمن والعراق وليبيا فبالحلول السليمة الصحيحة العادلة يتم القضاء على كل ارهاب في العالم.

وما هي الا اسابيع قليلة لمواجهة السؤال الصعب وهو من سأختار ولمن سأعطي صوتي في يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 2016  .. وكلي امل ان يتولى منصب  رئيس الولايات المتحدة الامريكية الـ 45 امرأة ....