> مقالات

تاريخ الكويت يوجب المشاركة .. و حسن الاختيار

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
تاريخ الكويت يوجب المشاركة .. و حسن الاختيار


       من الصعب أن أسرد تاريخ الكويت منذ نشأتها في سطور قليلة ، لذا سأتحدث عن لمحات تاريخية أركّز عليها ، ثم أربطها بالشتات الذي نعيشه اليوم بعد ترابط وأخوّة جُبل عليها أهل الكويت ،  وذلك لتعديل مسارنا والعودة إلى اللحمة الوطنية التي قاتل من أجلها آباؤنا وأجدادنا. 
         كان ذلك قبل اكتشاف النفط حيث كانت الكويت مُستهدفة من قبل المحيطين بها بسبب موقعها الاستراتيجي الذي فتح  "لأهل البحر" أبوابَ التجارة البحرية عبر السفن الشراعية التي صنعوها بأيديهم بمهارة جعلتها مضرب للمثل بين البحّارة في العالم كله ، حيث وصلوا بها لموانئ أفريقيا وسواحل الهند وكلومبو والبنغال، كما فُتحت أبوابا للتجارة البرية على أيدي "أهل البر" حيث كانت قوافلهم الضخمة تحمل البضائع و تنقل المسافرين حتى وصلت لبلاد الشام.
           وبنظرة سريعة لتفاصيل هذا التاريخ العظيم نجد أن أهل الكويت رغم قساوة العمل وقلة المردود إلّا أنهم كانوا "رجال" يُعتمد عليهم، استطاعوا أن يحافظوا على وطنهم ويستغلوا موقعه الرائع بالعمل والجهد حتى ازدهر تجارياً وأصبح حلقة وصل كبرى بين خطوط المواصلات التجارية العالمية مما جعل القوى الكبرى آنذاك مثل الدولة العثمانية وغيرها يطمعون بالكويت ، وكانت هناك حروب مسلحة وأخرى اقتصادية  وصراعات خارجية لا يسع لنا المجال هنا لذكرها، لكن أهل الكويت بما يملكونه من قوة تلاحم  استطاعوا حماية وطنهم منها ومن اعتداءات الطامعين .
         وقد واجه الكويتيون أيضا الصراعات الداخلية التي كانت تطالب بالحريات وعدم تهميش دور الشعب الكويتي في تحديد مصيره ومستقبله  وأن يكون لهم الرأي في اختيار حاكمهم والمشاركة في تسيير أمور بلادهم، فمن (  مجلس الشورى ) ذو الإثنا عشر عضو "معينين" وليسوا منتخبين من قبل الأمة، إلى ( المجلس التشريعي ) المكوّن من عشرين نائباً والذي كان يخدم فئة التجّار دون سواهم حيث كان الترشيح يقتصر على التجار فقط ، ثم إلى ( المجلس التأسيسي )  والذي انتهى بنا ( لمجلس الأمة )  والذي أعطى الدستور الكويتي من خلاله لكل فرد من أفراد المجتمع حق الترشح لعضويته لتمثيل الأمة والتي أصبحت هي مصدر السلطات بعد نزاعات تاريخية من أجل الوصول لهذا الحق، بشرط "افتراضي" أن يكون هذا المرشح مؤهل علمياً وسياسياً ملماً بتاريخ الكويت ومركزها المرموق بالنسبة للدول المجاورة لها قادراً على مواجهة التحديات الحكومية وانتزاع حقوق المواطنين منها، وللأسف لا نجد مثل هذه المواصفات لدى كل المرشحين فالبعض يجهل مبادئ السياسة وآخرون جاهلون تماماً بتاريخ الكويت ومنهم من لا يستطيع التحدث بطلاقة بسبب شخصيته المعدومة وهناك من يبحث عن مصلحته الشخصية والمخصصات المالية التي يمتاز بها النائب ومنهم من يعتقد أنه يمثّل طائفته أو قبيلته أو حزبه ولا يمثل الأمة كاملةً وهذا بسبب جهله بالنظريات الديمقراطية و منها نظرية سيادة الأمة، ونظرية سيادة الشعب والتي تقضي بإشهار الأحزاب وتحديد وظيفة النائب بتمثيل حزبه فقط، فهذه النظرية تختلف عن نظرية سيادة الأمة المقررة بالدستور الكويتي من عدة جوانب منها اعتبار الأمة كتلة واحدة لا تتجزأ و النائب يمثلها كلها .. ومن الناحية الاجتماعية فان الشعب الكويتي ورث عن آبائه وأجداده الوحدة في القرار والمصير، فلا طاعة لحزب أو قبيلة أو طائفة .. و في هذا الكلام بحث علمي مطوّل أتنمى أن أُوفّق لطرحه في مقالات أخرى
من هنا يجب أن نعرف جميعاً أن الحفاظ على الكويت والسعي لاستمرار مسيرتها التاريخية يبدأ من "الأمة" والتي يجب عليها الإخلاص في اختيار من يمثلها بعيداً عن أي اعتبار آخر غير الروح الوطنية.. 

والله ولي التوفيق،،

عبدالعزيز بومجداد

عدد الزيارات : 2451 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق