> مقالات

انتخابات البيت الابيض والقشة التي قصمت ظهر البعير

كتب : غادة الرفاتي |
انتخابات البيت الابيض والقشة التي قصمت ظهر البعير

بقلم غادة الرفاتي 
الولايات المتحدة الامريكية 

بدأنا بالعد التنازلي لمعرفة من سيتولى رئاسة البيت الابيض وكلها ساعات معدودة ويحسم الامر بالنسبة للمتنافسين على كرسي الرئاسة هل هو لصالح هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي ام لصالح رونالد ترامب عن الحزب الجمهوري ... والعالم اجمع ايضا يترقب ويتابع الاخبار اول بأول سواءا حكومات كحكومة اسرائيل وروسيا وفرنسا أو حكومات الوطن العربي مع شعوبها... ونحن كامريكان بين مد وشد وبين مطالعة الصحف ومتابعة الاخبار وسماع نشراتها ومراقبة من سيتقدم على من ومن سيفوز في النهاية ؟؟؟ 
ومقارنة بين شعوب العالم اجمع اعتقد ان الشعب العربي هو الاكثر متابعة وشغفا لمعرفة نتائج السباق الرئاسي  , فنحن سياسيين في بطون امهاتنا وعند الولادة, نحب التكلم والغوص في اعماق بحور السياسة سواء فهمنا ام لم نفهم, واينما اجتمع اثنان او ثلاثة اشخاص من العرب في البيوت او في الديوانيات والقهاوي  أو في سيارة الاجرة تجد الحديث لا يحلو الا بالسياسة وكأن كل واحد منا له عصاه السحرية يستطيع بها حل مشكلات سياسية عويصة معقدة، وقد يعطيك هذا الحل الجذري وهو جالس يتناول كوب من الشاي او فنجان قهوة ويتابع مباراة كرة قدم ويحلل ويحكم ويصدر ارائه وحلوله السياسية والاقتصادية ايضا .. فكل فرد منا نحن العرب محلل سياسي لشؤون عديدة  داخل وطنه وخارجه ليتعدى القارات الخمس ... ولانني أنا ايضا عربية واحمل نفس الصفات  وجينات الاراء السياسية فقررت خلال الاسبوعين الماضيين ان أعمل استطلاع واستنتاج شخصي وفردي من خلال زيارات لبعض الاسر واماكن العمل  لمعرفة اراء الجالية العربية في مدينة شيكاغو حول الانتخابات الامريكية وما اذا كان هناك اي نية لترشيح الحمار او الفيل .... فكانت النتيجة مع من تقابلت على اختلاف اعمارهم وعملهم ودرجة تعليمهم ( استاذ – طالب -  بائع في متجر – صانع حلويات – ميكانيكي – دكتور – عاطل عن العمل – محامي – ربة بيت – كوافيرة...... الخ ) أننا نتحدث كثيرا عن الانتخابات في امريكا 
وعن السياسات في كل مكان في العالم وتأخذ من وقتنا الكثير. وان النسبة الاكبر من العرب ترغب بفوز رونالد ترامب والسبب انهم فعلا يريدون تغيير وتنظيف امريكا من الغير مرغوب بهم او ربما الرغبة في زيادة الفوضى واقامة الحروب . ولكن عند توجيه سؤال اخر, هل ستتوجه في يوم الثلاثاء 8 نوفمبر الى صناديق الاقتراع والتصويت ؟ كانت الاجابة ( لا )  وعند توجيه سؤال اخر كيف سيفوز من ترغب بفوزه ان لم تعطيه صوتك ؟ تكون الاجابة ( لن يؤثر غياب صوتي وترشيحي على السياسات بوجه عام ) .. ان نسبة صوت العرب ضيئلة جدا  مقارنة بجاليات واقليات اخرى تعيش في الولايات المتحدة الامريكية ويعود ذلك الى عدم المشاركة او قلة عدد المشاركين في اي انتخابات سواء على المستوى المحلي للمدينة والحي Mayor او على مستوى حاكم الولاية Senator  اوحتى على مستوى الرئاسة President  ..... واذكر في سنة من السنوات وبالتحديد قبل ثلاثة اعوام انني قابلت عمده  في بلدية ما لاحد ضواحي شيكاغو، وبالتحديد ضاحية يكثر فيها تعداد الجالية العربية وسألته ما الذي يجب علينا عمله كسكان مدينة او حي ما لطلب بعض الاشارات المرورية عند بعض التقاطعات خاصة القريبة من المدرسة الاسلامية والمسجد وحبذا لو كان هناك لافتة ( قف او تمهل ) لضمان السلامة لمستخدمين تلك الطرق .... فرد على سؤالي بأن علينا ان نطلب ذلك من عمدة الحي او رئيس البلدية في تلك المنطقة – ثم وجهت سؤال آخر وهل سيتم الاستجابة لمطلبنا ان فعلنا ذلك، اجاب ان الاولوية دائما ترجع الى مدى فعالية ونشاط سكان المنطقة او الحي وان كانوا اقلية عليهم ان يكونوا فعالين ونشطاء ويشاركوا بالانتخابات ويقدموا اجندتهم ومطالبهم  لبعض الحقوق ... فكانت اجابتي له للاسف القليل منا من يشارك، فكان رده اذا علينا ان نتغيّر ان اردنا تحقيق مطالبنا وعلينا ان نشارك بالانتخابات ان اردنا ان نثبت وجودنا .... ولكن للاسف ما زال العربي الامريكي صفر على الشمال لن يركب ظهر الفيل ولا ظهر الحمار ولكننا فقط سنتحجج بالقشة التي كسرت ظهرت البعير... 
واخيرا وبناء على التطلعات والاستفتاءات وكلها ساعات قليلة وسيكون هناك ولاول مرة سيدة تحكم البيت الابيض Mrs. President 
لاعظم وأقوى دولة في العالم... 
وما زلنا نتساءل  ايهما افضل الحاصلة على شهادة جامعية ام الحاصلة على شهادة مطبخ وتفرم ملوخية ؟؟؟؟؟

عدد الزيارات : 2139 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق