> مقالات

وفاة محمود عبدالعزيز وأهداف التنمية المستدامة

كتب : د.اميره الحسن |
وفاة محمود عبدالعزيز وأهداف التنمية المستدامة

طالعتنا الأخبار في يوم الجمعة الماضي بخبر وفاة الممثل المصري المشهور منذ ثمانينات القرن الماضي محمود عبد العزيز عن عمر ناهز السبعين عاما، رحمه الله. وقد تميز هذا الممثل منذ ظهوره بوسامته وذكاءه في انتقاء أدواره التي ظل أثرها وسوف يظل لأجيال قادمة أسوة بمن سبقوه من مبدعين من مثل عادل خيري واسماعيل ياسين وعبدالمنعم مدبولي. ومن أدواره المميزة تمثيله لدور الكفيف شديد الذكاء وسريع البديهة  في فلم " الكتكات " يتمكن فيه من ايهام الضريرين بأنه شخص مبصر عندما يقص عليهم تفاصيل القصص دون أن يشكّـوا به أدنى درجة. وفي الفلم نفسه لقطة يؤدي فيها دور أعمى يقود الدراجة النارية! ويفاجىء المشاهد عندما يكون في جلسة سمر وسكر وعربدة مشبوهين مع المجرمين وأصحاب السوابق، وعلى غفلة منهم ينقض أفراد الشرطة عليهم في هذا المكان المشبوه ويقومون بالقبض على السكارى ولكنه يتمكن من التسلل هاربا دون أن يلاحظه المبصرون!
هذا الفلم نجح في حبكته القصصية بكل المقاييس في عهد لا يلتفت به الأصحاء لذوي الاحتياجات الخاصة.
وهذا ما يجرني للحديث عن موقع ذوي الاحتياجات الخاصة من أهداف هيئة الأمم المتحدة ال17 الخاصة بأجندة 2030 للتنمية المستدامة، والتي تغطي جميع شرائح المجتمع بما فيها فئة الأقليات والمهمشين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة. ففي كل هدف يتاح لهذه الفئات الحصول على حقها من الغذاء ومحاربة الفقر والتعليم في المدارس بشكل متساو مع أقرانهم وأن يتم استثمار قدراتهم بتضمينهم مع أفراد المجتمع من خلال توظيفهم في الوظائف المناسبة، وتقديم الخدمات الصحية المناسبة لهم واستغلال التقدم التكنولوجي من أجل مساعدتهم وذلك باعداد البنية التحتية الملائمة وتطوير الصناعات في الدولة بصورة تتلائم مع استراتيجيات الاستدامة لأجلهم.
سابقا كان الضرير في الكويت يعمل في تنظيف " بركة " المنازل الطينية بعد أن يتم تجفيفها من الماء ببراعة شديدة لأن له قدرة تتفوق على المبصر في تحسس الأماكن حالكة الظلام والمغلقة دون أن يشعر بالخوف . كان ما يفعله خبرة اكتسبها واستثمرها في العمل مقابل أجر، وبذلك لم يكن عالة على المجتمع.
وما أحوجنا اليوم لتضمين أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة في خطط واستراتيجيات الدولة، وهذا أقل واجب  ممكن أن نفعله لضمان حقا لهم ورد في ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الانسان.
ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
  د. أميره الحسن
14/11/2016

عدد الزيارات : 1509 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق