> مقالات

⁠⁠⁠البيت الابيض وقارئة الفنجان

كتب : غادة الرفاتي |
 ⁠⁠⁠البيت الابيض وقارئة الفنجان

بقلم غادة الرفاتي 
الولايات المتحدة الامريكية 

ثبت في صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء" وكان يوم الثلاثاء الماضي 8 نوفمبر 2016 يوم مشؤوم مكروه على الاغلبية العظمى حيث لم يكن خبر نجاح المرشح الجمهورى "دونالد ترامب" فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية سهل البلع والهضم بسبب موقفه من قضايا الشرق الاوسط وأيضا عنصريته المفرطة  تجاه الملونين والنساء والأجانب  وخاصة المسلمين, والتي تنافي دستور الولايات المتحدة الامريكية – فنحن نعيش في دولة اهم ما يميّز دستورها ممارسة حرية الراي والدين... لتأتي النتيجة في يوم الثلاثاء وتعطينا خيبة الامل والخوف من القادم وكأننا  نعيش في دول الربيع العربي والتي يكثر فيها طابع العنصرية والطائفية فأشعرتني أننا عدنا الى زمن يثرب والاوس والخزرج... وقد أصابني احباط هائل تلك الليلة قررت بعدها ان اخلد الى النوم كي أهرب من الحقيقة المؤلمة  والتي بسببها خرج الاف المتظاهرين في عدة مدن  امريكية احتجاجا على تولي رونالد ترامب رئاسة البيت الابيض وهذا لم يحدث في السابق في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية.
في تلك الليلة حلمت أنني امشي في طريق طويل لا بداية له ولا نهاية ولكنه مليء بالاشواك وبين تلك الاشواك نَمَت وظهرت بعض الورود والازهار البنفسجية والحمراء واذا بعجوز جالسة على كومة رمال وعلى كتفها شال  تستوقفني و بيدها فنجان قهوة , طلبت مني أن اشرب منه قليلا لتقرأ الطالع وما تخفيه الايام ولمدة أربعة أعوام من الان , فاستجبت لطلبها وبدأت تتأمل فنجاني المقلوب وقالت يا بنيتي لاتحزني ولا تخافي "فالمكتوب مع ترامب ما منه هروب " وأنني ارى الكثيرين من ابناء جنسك يغادرون هذه الارض ومكان رزقهم للعيش في اماكن اخرى ,منهم من سيعود الى وطنه بائسا ومنهم من سيطلب اللجوء الى دول الجوار خوفا من الطوفان وحقد الاديان...... وأنني ارى حاجزا عظيما طويلا وممتدا  يفصل بين حدود بلدين بنائه ليس من طوب وحجر ولكن من افراد وبشر .... 
وهناك في أرض بعيدة بيننا وبينهم بحار وسفر يعيش اناس طيبين القلب ولكنهم دائما  في نزاع فكري ومذهبي وطائفي وقبلي وكالعادة سيستغل اعدائهم فرص تفرقهم وتمزقهم فيزيدوهم تمزيقا وتفريقا فيختفي عنصر الامن والسلام تماما  وسيستمر هذا الحال اياما وشهورا وأعواما وسيطرقون الابواب طالبين الحلول وسيأتيهم الحل بتقيسمهم الى دويلات ومع ذلك سيدفعون ضرائب بالمليارات ...ولن يجدوا حلا بل تعقيدا وتشريدا.. وستنتهي عصابة اسمها داعش على ايدي عصابات اخرى اسمها ماعز وداعس وداهس  ..وسيقف في المحاكم كبار القوم من تلك الارض البعيدة للمثول أمام محاكم اعظم دولة قوة في العالم مما يزيد الفوضى والارهاب في تلك الارض بالذات .
وأني ارى فضيحة لصور خيانة تخص امرأة لقبها السيدة الاولى تتصدر الصفحة الاولى في كل وسائل الاعلام.
وستمر السنوات الاربع العجاف و سيبقى الحال على ما هو عليه ..... بانتظار الفرج ولن يأتي طالما هناك جهل وحقد  وفساد وفقر ...
وصحوت من هذا الكابوس مذعورة فاستغفرت ربي وقلت في نفسي اضغاث احلام وبدأت يومي الجديد بأمل وعلى أمل أن يكون القادم أجمل وأن يكون انتخاب الرئيس الامريكي رقم 45 الاكثر نفوذا في العالم  يصب في مصلحة وتحسين وضع الولايات المتحدة الامريكية داخليا وخارجيا , سياسيا واقتصاديا وتجاريا وأن يكون العدل والامن والامان والمساواة هم اساس الحكم وركيزة كل دولة ليس فقط في امريكا ولكن في العالم الاجمع .
14/11/2016

عدد الزيارات : 7425 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق