> مقالات

أفكار متناثرة ليست للبيع!

كتب : د.اميره الحسن |
 أفكار متناثرة ليست للبيع!

                       
ارسلت لزميل عمل ثلاثة صور تجمعني واياه، فيها أبتسم ابتسامه واسعة بينما هو مقطب الجبين وعلقت قائلة: "شوف انا أضحك فيهم كلهم بينما أنت مكشر.. صج انك عربي أصلي!".. فرد علي: "انتي دائما ضحوكة وأنا كان في فمي أكل". عموما لم أشأ الدخول بسجال معه لكوني دائما ما اسمع تعليقا على ابتسامتي وآثرت الانتقال لموضوع آخر لأن في القلب غصة لكون العام 2016 قد فاق الأعوام المنصرمة بعدد الكوارث الانسانية والبيئية والاقتصادية التي حلت فيه! لدرجة أننا بتنا نخشى أن نسمع خبرا سيئا في الساعات ال120 النهائية منه! وأصبحنا نصلي ونلهج بالدعاء بأن يحفظ الله الكويت والانسانية جمعاء من أية أحداث نكراء!
المهم! علينا بالتفاؤل والتفكير بايجابية وفق ارشادات خبراء الجاكرا والطاقة وننثر الملح البحري الخشن من حولنا لأجل نشر الأيونات السالبة من حولنا!!
اغمض عيناي وانا أفكر: ماذا نريد للعام 2017؟
نريد سلاما ورخاء وتنمية مستدامة وتوقف الحروب الطاحنة والنزاعات العرقية والاقليمية الدموية وأن يعم الخير والرخاء على الكون وأن نقضي على الكوارث الطبيعية والجهل والجوع والفقر والمرض والتلوث والعنصرية وأن يسود العدل واالمساواة بين البشر..
أحسست وانا افكر بهذه الامنيات كمراهقة تتمنى أمنية مستحيلة: ان تحصل على المال والشهره والمعرفة والصحة والزوج الثري ثراء فاحشا ومتعلم تعليما عاليا وفي نفس الوقت وسيم ومطيع ويتيم الأبوين!!!
هل تعلم بأن في العام 2016 يمكنك تتبع أصول آبائك للجد السادس عشر.! 
يمكن للرجل بأخذ عينه من جسمه تحوي الحامض النووي له بأن يكتشف أصول جداته للجده السادس عشر وأجداده للجد السادس عشر! بل ويمكنه التوصل لنسبة الأعراق التي يتسلسل منها، فمثلا قد يكون ثلثه روسي وثلثه صيني وثلثه اسكندنافي!! قلت مثلا! وفي المقابل توجد العديد من الأمراض التي لم يكتشف العلم علاجا لها من مثل أنواع من السرطان والصرع والشلل الرعاش!
وتتباها دول متقدمة بطائراتها الفخمة جدا وفي المقابل هناك كثيرين ممن يمتنعون تماما عن السفر بالطائرة خوفا من حوادث الطيران، وهل يمكننا لومهم على ذلك مع تواتر أنباء سقوط الطائرات في كل اسبوع؟
ووصلت رفاهية صناعة الطعام لدرجة ادخال مواد خيالية في تركيبها من مثل قالب الكيك المزين بشرائح الذهب النقي، وانتشار مطاعم الوجبات السريعة تحت شعار اطلب تجد مما تسبب في انتشار اعراض وأمراض السمنة.. وفي المقابل توجد دول تستجدي المحسنين وفاعلي الخير من أجل حفر بئرا لمياه الشرب، ولا يهم درجة الملوحة فيه!
وفي الدول المتقدمة ترأست سيدات مجلس الوزراء واصبحت قراراتهن "مسمار بلوح" بينما لازالت تعاني المرأة في دول العالم الثالث والمتقدم أحيانا من طمسها تماما من الخريطة من قبل الذكور بمباركة القوانين والمجتمع، فممكن أن تحبس أو تقتل أو يعتدى عليها بدون أن تجد من يمد لها طوق النجاة!
أما بالنسبة للطفولة، فلا زالت تنتهك في كثير من دول العالم المتقدم والمتآخر بدون رادع، وترى في وسائل الأنباء العجب العجاب حول جرائم الطفولة.
أما بالنسبة لحقوق الحيوان، فلا زال كثيرين يتلذذون بالصيد الجائر مع عدم حاجتهم للطعام لمجرد الرفاهيه ولا تفعّـل دولهم عقوباتها المغلظة في ظل انتشار ظاهرة انقراض الكائنات الحية في العالم بشكل عام وفي الخليج العربي بشكل خاص.
يوشك أن ينصرم العام 2016م ولازال كثير من الناس يتبادلون الكراهية مع اقرانهم بجريرة اختلاف الدين أوالمذهب وفي المقابل تجد موجة متصاعدة من العلمانيين والملحدين.. والمثير للاهتمام هنا بأن هؤلاء العنصريين ان تعرضوا لمرض قاتل وكان علاجهم على يد طبيب ما في دولة ما، فانهم فجأة يصابون بالعمى ولا يلتفتون لدين أو مذهب أو جنسية منقذهم من الموت!
ماذا نريد منك يا 2017؟
أقبل غير مدبر! واستجلب معك الرحمة والسعادة والشفقة في قلوب الناس!
قد يجد البعض فكرتي القادمة صادمة لهم، ولكنني أكاد اتمنى أن تنتشر المحبة بين الناس بطريقة تجعلهم يرقصون في مجموعات على غرار ما يحدث في الأفلام الهندية: ملابس ملونه ورقص جماعي بمناسبة وبدون مناسبه!!!
فهل هذه أمنية صعبة التحقيق؟

د. اميره الحسن
27/12/2016

عدد الزيارات : 2943 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق