> مقالات

أين يمكنك بناء جدار عازل للموت؟

كتب : د.اميره الحسن |
أين يمكنك بناء جدار عازل للموت؟

قال الله تعالى في محكم كتابه (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) – النساء- آية 78.
وهذا تماما ما جرى ويجري منذ قديم الزمان .. فالغني والفقير والكبير والصغير والمريض وذو الصحة والرجال والنساء والأطفال والعربي والأجنبي .. الكل يدركهم هذا الزائر المتوقع غير المحبوب!
من زار تركيا لرأي بأم عينه استنفار كل من الجيش والشرطة وحتى الشعب في كل مكان أمام الارهاب الذي تواجهه الدولة ومواطنيها من حربة ذات ثلاث شعب: الأكراد ممن يطالبون باعلان دولتهم ويقدر تعدادهم في العالم في عام 2012 بأكثر من 27 مليون نسمة، ثم هناك داعش التي سوف تكشف لنا الأيام سرها الدفين الذي لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى، وأخيرا تداعيات الانقلاب الذي مات في مهده في يوم الجمعة 7 اكتوبر 2016م.
ولكن ما لنا ككويتيين ومال تركيا؟؟!!!!
الواقع ان الكل يخاف من الموت لكونه واقعا مجهول المعالم ! وعلى الرغم من أن التنبؤات العلمية قبل ما ينيف على 50 عاما كانت تتضمن توقع امتداد اعمار البشر لأكثر من 100 عام كنتيجة حتمية للتقدم العلمي الهائل الذي سوف يؤدي إلى القضاء على الآفات والأمراض التي تهدد السلالات البشرية والحيوانية والنباتية! لقد عبر كان العلماء بصراحة تامة حول مخاوفهم من ازدحام الكرة الأرضية بالسكان لدرجة سوف تعجز الطبيعة عن الايفاء باحتياجات أجيال المستقبل اليومية! 
إلا أنه فاتهم ان  يفكروا بالأوبئة القاتلة مثل (ايبولا وانفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير) ومرض (الايدز) وحوادث الطرق والحروب الطاحنة وكوارث الاحتراز الحراري للأرض مما نتج عنه الفياضانات والطوافين والتلوث، الخ.
وهذا ما يجرنا الى المثل العربي الشهير  ( تعددت الأسباب والموت واحد ) .
هاهم الشباب من شتى بقاع العالم شدوا رحالهم ليحتفلوا في مطعم استنبول الفاخر وظنوا انهم دفعوا هذا المبلغ الباهظ ليشهدوا قدوم العام الجديد على بحر البسفور، ولم يتوقعوا لجزء من الثانية أن تكون نهايتهم على هذه الصورة الدامية.
فأين الخلل وأين المهرب من الموت؟
الواقع أن التعامل مع الموت كواقع لا مفر منه هو ديدن العقلاء، وغير ذلك من كلام يعد هراء وسفسطة لا قيمة لها!
إن اللبيب هو من يتعظ ويكبر فوق الخلافات بدل أن يتكبّر على من حوله!
إذا، لنبذر بذرة الخير ولو في أرض جرداء ، لعل الله يرسل الغيم محملا بالمزن والبركة. ولنكف عن هذا العبث والهدر في المآكل والملبس والمشرب حفاظا على صحتنا وعلى بيئتنا ووطننا العزيز.
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، مقولة للخليفة الرابع علي بن أبي طالب نحن في أمس الحاجة إلى أن نطبقها!
د.اميرة الحسن
3/1/2017

عدد الزيارات : 2115 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق