> مقالات

‏السد المنيع .. ضد الفساد

كتب : خليل العريان |
   ‏السد المنيع .. ضد الفساد

                     

كانت إحدى المدن الصغيرة تقع بجانب النهر ‏وتعاني بين فترةٌ وآخرى من الفيضانات، فإجتمع ‏أهل المدينة وأتفقوا على حماية منازلهم ومدينتهم من الفيضانات ببناء "سدٌ منيع". 

وفي صباح أحد الأيام وجدوا المياه وقد تسربت الى قريتهم وأصبح خطر الفيضان قادم،
‏فذهبوا مسرعين إلى "السد" الذي شيدوه منذ سنوات ليحميهم من الغرق .. ليجدوا فتحة صغيرة ‏جداً في أسفل الجدار وقد حدثت بسبب نزوح صخرة صغيرة جانباً وخروجها من مكانها في السد مما ساعد مياه النهر على "المرور" .. 
وخاطب أحد العقلاء الصخرة قائلاً : لماذا تركت مكانك؟فأجابت يائسة : لأنه لا توجد لكم بي أي حاجة، فالصخور الكبيرة هي من تحميكم من الفيضانات ..
وبعد محاولات كثيرة أقنعها العقلاء بالعودة لمكانها لأهميتها في مشاركتها ودورها مع أقرانها بحفظ المدينة من الفيضانات ..

قد تكون هذه القصة قديمة وسمعها أو قرأها الكثيرون، وتذكرتها اليوم عندما كنت أتابع المحادثات الكثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي وأشاهد أوضاعنا في هذا الوطن .. فالجميع بلا استثناء يشتكي من الفساد، فإذا كانت القوانين ومكافحة الفساد وديوان ‏المحاسبة ومجلس الأمة يشكلون الجزء المهم في ذلك السد المنيع أمام فيضان الفساد، فإن الموظفين والمواطنين بإختلاف مراكزهم الوظيفية ومسمياتهم يمثلون التلاحم والقوّة لذلك السد أمام فيضان الفساد ..
ومن وجهة نظري إن المواطن والموظف الذي يعمل في جميع مرافق الدولة يمثل أهم حلقة في مكافحة الفساد ..
وأخيراً أيها الأعزاء إذا أردنا أن نكافح الفساد يجب أن ‏نقف جميعاً صفاً واحداً أمام كل عملية رشوة أو معاملة غير قانونية أو واسطة أو علاج في الخارج وحتى الإجازات المرضية الغير مستحقة يجب أن نكافحها، ويجب أن نبدأ بأنفسنا أولاً لنكون الصخور في ذلك "السد المنيع" أمام كل فاسد ..

خليل العريان
20/1/2017

عدد الزيارات : 3096 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق