> مقالات

من المطبخ إلى السياسة ..

كتب : خليل العريان |
  من المطبخ إلى السياسة ..

                      

‏قبل سنوات طويلة كانت المرأة الكويتية تعاني من ظلم المجتمع لها وسلب حقوقها مقارنةً بالرجل، ولم يكتفى المجتمع بذلك، ولكن فرض القيود الكثيرة عليهن مثل منعهم من التعليم في البداية ثم من تكملة تعليمهن لاحقاً مروراً بمعاملتهم بإجحاف وسلب حقوقهم، ومنعهن من الخروج من المنزل إلا بمرافقة ولي الأمر، بل وحتى في اللبس كان يفرض عليهم لباس معين، كل ذلك جعل مجموعة من السيدات يكسرن القيود الشرقية والقيام بأول خطوة في طريق الحرية والمساواة مع الرجل من خلال حادثة شهيرة عرفت ب "حرق العباية والبوشية (وتسمى في دول أخرى بالخمار)"، في ساحة المدرسة والعودة لاحقاً للمنزل من دون العباية .. 
لتنطلق بعدها المرأة وتنال حقوقها المسلوبة، وللتاريخ نذكر بأن أول مجموعة من السيدات أرسلتهم الحكومة لتكملة الدراسة الجامعية خارج الكويت كانت في العام 1956 الى القاهرة وكانت تضم الفاضلات: فاطمة حسين ونورة الفلاح وشيخة العنجري ونورية الحميضي وليلى حسين ونجيبة جمعة وفضة الخالد). وهذه المجموعة من السيدات هن اللاتي فتحن الأبواب أمام تعليم المرأة الكويتية فيما بعد ..

لقد وقفت المرأة الكويتية الى جانب الرجل في شتى مجالات الحياة تساعده وتشد من أزره وتتعاون معه، ونشاهدها اليوم في جميع الوظائف والمناصب سواء القيادية أو الإشرافية أو الفنية وحتى السلك العسكرى، وكانت اخت الرجال في الغزو الصدامي الغاشم والذي وقفت فيه كالسد المنيع أمام الغزاة لتروى دمائها الزكية أرض الوطن الغالي.

واليوم وبعد مرور أكثر من 60 عاماً من كسر القيود وحرق العباية، نجد بعض أفراد المجتمع الكويتي لا زالوا يعاملون المرأة بنفس النهج والأسلوب العنصري والفئوي الذي كان موجود في القرن الماضي، وان إختلف في الشكل الا أن المضمون هو ذاته.
فالأصوات النشاز تردد بأن المرأة الكويتية لم تحقق النجاح ولازالت متخلفة عن الرجل فقط لأنها لم تستطع الوصول لمجلس الأمة سوى بنائبة واحده، ويؤسفني أن الكثيرين صدقوا ذلك وأصبحوا يؤمنون بأن نجاح المرأة مرتبط فقط في أن تكون عضو في مجلس الأمة .. إن النجاح أيها الأعزاء لا يقاس بعدد النائبات في مجلس الأمة ولا بعدد السيدات الشاغلات للمناصب القيادية، فتلك هي العنصرية بحد ذاتها وخطأ جسيم نرتكبه عندما نبدأ بتصنيف البشر الى فئات حسب النوع، فعندما خسرت السيدة هيلاري كلينتون انتخابات الرئاسة الامريكية، لم يعني ذلك أن المرأة الامريكية فاشلة فلقد قارن الشعب الأمريكي بين شخصين وليس بين رجل وإمرأة، وماذا سيقدمون لأمريكا وما هي الإنجازات التي وعدوا بتحقيقها دون الإهتمام بالتصنيف العنصري، ذلك الوعي هو ما نحتاج لنشره في مجتمعنا، فمن غير المهم عدد السيدات في المناصب القيادية أو عضوية المجلس بل يجب أن نبحث عن الكفاءات الوطنية دون تصنيف عنصري، ويجب أن ننأي بأنفسنا عن ذلك الطرح الفئوي، ونفكر بأن نختار الشخص المناسب للمكان المناسب دون أي تفرقة، ومن وجهة نظري الشخصية فإن نجاح أي دولة وتقدمها يكون بسبب نجاح الأم في تربية ابنائها في المقام الأول، كما وصفها الشاعر اذ قال: الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت شعباً طيب الأعراق ..

خليل العريان
18/2/2017

عدد الزيارات : 3486 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق