> فن وثقافة

ليتهم كانوا مثلك ... نورا عبدالله


ليتهم كانوا مثلك ... نورا عبدالله


بينما كان الوالد منهمكا في متابعة اخبار التلفاز تقدم اليه طفله الذي لم يتم عامه السابع بعد قائلا في براءه:
- ابي هل يمكنك تلعب معي ؟
تنهد الوالد واجابة في برود:
- لا ليس الان، ألا تراني مشغولا؟
- ولكنك تشاهد التلفاز.. انت لاتعمل حاليا ..
بحث الوالد عن شئ يقوله محاولا ابعاد الطفل عنه:
- هذه الاخبار هامة جدا..
ام تمض ثانية بعد ان انهي الوالد جملته الاخيرة حتي سيطر الفضول علي الطفل فقال:
- اخبار ماذا؟.. لماذا الرجل في التلفاز يحمل سلاح والكثير من الاموات حوله؟ ولماذا الدماء في كل مكان ؟
تجاهل الوالد اسئلة الطفل التي تكاد لا تنتهي ورفع صوت التلفاز بحيث يكون اعلي من صوته، لكن هذا لم يمنع استمرارالطفل لاسئلته..
- ابي ارجوك اخبرني لماذا الاطفال يبكون والبيوت مكسرة؟! هل هذا حرب ؟

بعد ثوان من التفكير نجح الاب في ايجاد حيلة ذكية تسكت الطفل المتساءل في حيرة..
- انها تمثيلية يا بني، هذا مسلسل جديد..
فاجاب الصغير بعد ان ثارت شكوكه:
- لكنك قلت انها اخبار!
- نعم.. هذه اعلانات لبعض مشاهد المسلسل الجديد، المهم ماذا تريد ان تلعب؟
لم يتوقع الطفل يوما ان والده سوف يساله سؤال هكذا، فاخذ يقفز في فرح بينما يقول:
- اريدك تاخذني للالعاب..
- فقط الالعاب؟ من الان وصاعدا سوف اخذك اينما تريد وفي اي وقت ..
فابتسم الصغير بملامح طفولية وضمه الوالد بشدة بينما كانت الدموع تتساقط علي خده متمنيا كل اطفال العالم في امان مع اباؤهم وان ما عرض في التلفاز كان حقا تمثيل بدلا من ان يكون حقيقة مؤلمة يصعب للانسان تحملها!.


عدد الزيارات : 2535 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق