> مقالات

إلى من يهمه الأمر

كتب : د.اميره الحسن |
إلى من يهمه الأمر

يبدو أن العالم يتجه يوما بعد يوم نحو تطبيق أهداف التنمية المستدامة بوتيرة متسارعة ودون تراخ منه بعدما استوعب انه يدفع فاتورة باهظة الثمن نتيجة لتسارع وتيرة الصناعة التكنولوجية بعيد قيام الثورة الصناعية الثالثة بيد أن الكويت تتجه نحو الكويت الجديدة!
في العام الماضي رأينا بأم أعيننا حزمة من القرارات المطبقة بصورة عملية لأول مرة منذ عقود بدءً من رفع الدعم عن البنزين والتأمين الصحي للمتقاعدين ،الخ. كما ورأينا بأم أعيننا أيقونات مشاريع التنمية للكويت الجديدة والتي كان من ضمنها دار الاوبرا وافتتاح بعض الطرق السريعة الجديدة ومبنى البولنغ  وسبقهم افتتاح استاد نادي جابر الأحمد رحمه الله.. ولازالت المشاريع مستمرة وال"كرينات" تواصل عملها تقريبا في كل محافظة من المحافظات الست.
وفي هذا العام بدأنا نسمع مصطلح  الـ"تقشف" يتسلل إلى أحاديثنا اليومية.
"والسؤال أبو المليون هو" لم تغير نمط الحديث في دولة غنية صغيرة حديثة ويانعة من زهو وفخر بكل شيء وتباهي بأنماط الحياة الفارهة إلى كلام جله عن النفق المظلم  وضرورة تنويع مصادر الدخل وادخال الضرائب والمواطن المجتهد في كسب عيشه وغربلة أنواع الوافدين!
فهل نحن فعليا لهذه الدرجة مغبونون ولمصيرنا المجهول متجهون؟
الواقع أن كل لبيب لا يحكم على الأمور إلا من خلال المعطيات. فلا يمكن أن أقول أن هذه الطبخة سيئة بمجرد سماع اسمها ( مشخول ) .. ولكن علي أن اراقب مقاديرها وطريقة عملها قبل أن اتقدم بحكمي النهائي عليها. ومجال التنمية المستدامة هو نوع آخر من الطبخات التي قد تتقنها بعض الحكومات وقد تفسدها حكومات أخرى. بيد أن حتى الحكومات الناجحة ليس بيدها أن تتحكم بشيء ان تدخل القدر الالهي بكارثة بيئية من مثل انهيار ثلجي او انزلاق طيني في ايطاليا او زلزال كارثي في اليابان او طوفان في امريكا .. هنا.. حتى  لو احكمت قبضتك على الأمور، انت لازلت غير المتحكم انسانيا واقتصاديا وبيئيا.
إن الكويت بمجملها غنية والحمد لله ، وهي ليست بمنأى أو معزل عن تأثيرات الدول المجاورة الجيدة والسيئة، ولكن بهذه العجالة يجب أن نجدد التأكيد على موضوعين هامين جدا ألا وهما أن الدول تسير وفق ركيزتين هما (المواطن) و (القوانين).. المواطن أصبح مرعوبا وبحاجة لتطمينات بشكل عاجل. أما فيما يتعلق بالقوانين.. فهي بحاجة لأن تصبح أكثر مرونة وأقل بيروقراطية حتى تتسارع عجلة تنفيذ المشاريع وتحرك الاقتصاد مصدر الرعب للجميع!

 د. أميره الحسن
 الخميس 16/ مارس/ 2017م
 

عدد الزيارات : 2343 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق