> مقالات

أنت صورة دينك ووطنك

كتب : غادة الرفاتي |
أنت صورة دينك ووطنك

أنت صورة دينك ووطنك 
بقلم غادة الرفاتي 
الولايات المتحدة الامريكية 


أضحت متابعة تغريدات العصفور  الازرق عادة لي خاصة في الصباح وعند بداية يومي وأنا اشرب فنجان قهوتي فمنه أطل على نافذه الاخبار حول العالم بشكل سريع ومختصر للغاية  منه أتابع تغريدات الرئيس ترامب وتغريدات ميشيل اوباما واوبرا وبعض المحليين السياسيين في الوطن العربي وأخبار الوطن الحنون... وكانت أول رساله لمحتها عيناي و قرأتها كما هي هذا الصباح كالاتي
 " عاجل : القاضي يأمر بأخلاء سبيل المواطنة المسجونة قبل قليل بعد أن سدد جميع مديونيتها رجل الاعمال بدر محمد العتيبي والبالغة 9 الاف دينارا كويتيا أي ما يعادل 30 الف دولار  " 
فتوفقت برهة عند تلك التغريدة وقلت في نفسي ما شاء الله لا زالت هناك أيادي بيضاء تحب الخير ومساعدة الناس في زمن الاناااااا وفي زمن حب الذات والقحط في الكرم المادي خاصة .... وأعادتني هذه التغريدة أعواما للوراء الى زمن عشت به في الكويت وبالتحديد عندما توفى جارنا تاركا خلفه ذرية ضعافا و6 من الاولاد والبنات أكبرهم عمرا كان يبلغ من العمر عشر سنوات واسمه سمير .... وتذكرت أيضا كيف سعى أبي  رحمه الله لمساعدتهم في مصابهم هذا حيث توجه الى أحد اصدقائه ومعارفه من عائلة الغانم ليتكفل بهؤلاء الايتام السته ، و عند زيارتي الاخيرة للكويت زرت تلك الام الارملة أم اليتامي قائلة لي الحمدلله أنها لم تتعب ولم تشقى ولم ترا أي مهانة بل على العكس تعلّم جميع اولادها في جامعة الكويت بفضل الايادي الخيره في هذا البلد وأن هذا الرجل وعياله استمروا بمساعدتهم حتى انهى جميع اولادها مراحلهم التعليمية وقالت لي أنني أشكرالله دائما على ما أنا فيه من نعمة وأدعو دائما لوالدك  بالخير والرحمة .... وقد سردت قصتها في احدى حلقاتي الاذاعية من برنامج همزة وصل الذي يُبثّ من اذاعة امريكية عندما خصصت احدى حلقاتي تزامنا مع  احتفالات دولة الكويت بعيدها الوطني ....
ثم شدتني الذاكره الى أعوام كثيرة للوراء و الى ابن الجيران توفيق الذي أنهى دراسته الثانوية في الكويت ورغب أن يتابع دراسته باحدى جامعات امريكا ولآن ظروف عائلته المادية لا تسمح بتلك النفقات الدراسية فما كان من والدي الا أن يتوجه الى احد معارفه القدامى من عائلة القطامي ليتبنى ويتكفّل هذا الطالب الراغب بالعلم وفعلا كان ذلك ....فتعلمت من  والدي حب مساعدة الناس وتفريج الكرب عن الغير  بقدر المستطاع ، والسعي في ذلك قمه السعادة وهذا أسمى تعاليم ديننا الحنيف . ولان الذاكرة أحيانا كالمسبحة او السبحة تلتقط حبه لتمسك بالاخرى ، لتسحبني ذاكرتي الى قصة سردها لي أحد أصدقاء عائلتي القدامى عندما زرت الكويت مؤخرا وهي قصة رحمة الله عليه الدكتور عبدالرحمن السميط والذي يُلقب بخادم فقراء افريقيا حيث  قضى جُلّ حياته منتقلا بين المرضى  ليطببهم والجوعى ليطعمهم وكذلك دعوتهم وتعريفهم بالاسلام ليُسلم على يديه الاف الاشخاص وتذكرت أيضا قصته مع أمير دولة الكويت الراحل بابا جابر وتحكي هذه القصة أنه في  يوم من الايام استقبل الامير الراحل جابر الدكتور عبدالرحمن السميط حيث شرح الاخير اعمال الخير و الاغاثة الانسانية التي تقوم بها جمعية العون المباشر في افريقيا وكان مسؤولا ومؤسسا لتلك الجمعية و اخبره ان له زيارة مرتقبة لاحدى البلدان الافريقية من اجل تفقد البرامج الخيرية هناك وتقديم يد العون 
و تفاجأ عبدالرحمن السميط بالمبادرة الاميرية بتخصيص طائرة اميرية لنقله الى البلد الافريقي ..و بمجرد طلوعه الطائرة الاميرية , تفاجأ بوجود الامير الراحل شخصيا في الرحلة بلباس عادي وكيف دخل أمير الكويت حينها البلد الافريقي بجواز سفر عادي  كي لا يعرفه احد لتكون زيارة عادية وليست رسمية حيث رأى  امير الكويت بأم عينيه تلك المشاريع الخيرية وبعد عودتهم الى الكويت أودع أمير الكويت مبلغ 23 مليون دينار في حساب الجمعية تبرعا منه في أعمال الخير وفي شفاء المرضى وبناء المدارس والعيادات الطبية وحفر أبار المياه وغيره من المشاريع الانسانية .
وبعد أن انتهت سحابة الذكريات الجميلة أغلقت تويتر وفي القلب سعادة مجرد أن شممت رائحة الخير و أن هناك  في وطني العربي ما زالت أيادي خيرة  بيضاء تحب الخير وتحب مساعدة المكروب والمريض والفقير... أيادي تزرع سنابل قمح وورود يفيح عطرها في بيوت وشوارع وسماء أوطاننا . 





عدد الزيارات : 2106 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق