> مقالات

انقاذ البشرية ..

كتب : خليل العريان |
  انقاذ البشرية ..


لقد جاء في كلام العرب إنّ كلمة إنسان جاءت من الإيناس، وتعني الإبصار، ويُقال أنَسته وأنِستِه، أي أبصرته. وقيل للإنس إنس لأنهم يؤنسون أي يبصرون، ومنذ لحظة ولادة الانسان يبدأ برؤية من حولة من البشر ويستأنس بهم ويبصرهم ويتحدث لهم ويحاورهم، وسواد العين هو الجزء الذي يرى به الانسان ما من حوله ويبصره ..
وللأسف شاهدنا وتابعنا خلال السنوات الاخيرة الكثير من مشاهد العنف وقطع الرؤوس والتدمير والانفجارات والعمليات الإرهابية والدماء المتناثرة هنا وهناك في شتى بقاع العالم، وأصبحت نشرات الأخبار في كل يوم لا تذيع سوي أخبار القتل والعمليات الارهابيه والتدمير لما بناه الانسان .. ولقد نسي أو تناسي الانسان انه لا يستطيع العيش وحيداً ولا يستطيع ان يعيش على هذه الارض منفرداً بل هو في حاجه لوجود الآخرين الي جانبه، سواء عجبوه أو لم يعجبوه، فاليوم هو بحاجة الي الطبيب والمهندس والمدرس والخباز والسائق والعامل وجميع المهن المختلفة التي ينفذها أشخاص منحهم رب العباد سبحانه وتعالى الموهبة والمهارة للعمل في تلك المهنة لكسب قوت يومهم منه، ولا ننسى أن المدرس بحاجة الى طلبة والطبيب الى مرضى والبائع الى زبائن وهكذا هي الحياة فنحن بحاجة الى الآخرين، ولذلك نجد المسئولين في السجون عندما يرغبوا بتشديد العقوبة على احد المساجين فانهم يسجنونه انفرادياً لانهم على ثقة بان الانسان بحاجة الى من يأنس وحدته .. 
ان استمرار موجه العنف والقتل لن تؤدي الي نتيجة سوي فناء البشرية وواجبنا اليوم يحتّم علينا دعم مفهوم التعايش السلمي وقبولنا لوجود الآخرين الي جانبنا مهما كانت انتمائاتهم العرقية أو دينهم أو عقائدهم، ويجب علينا ان نبدء بغرس مفهوم "التعايش السلمي" في ابنائنا من الأجيال القادمة رجال المستقبل لكن نستطيع ان نضمن لهم مستقبل ومجتمع مسالم آمن يعيشون فيه بالمساواة والعدل .

ان نبذ العنف وعدم قتل الآخرين بسبب لونهم أو دينهم أو مذهبهم أو حتي بسبب اختلافنا عنهم سياسيا هو الطريق. ل "انقاذ البشرية" ..

خليل العريان
11/10/2017

عدد الزيارات : 3201 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق