اعادة هيكلة الصحة .. ضرورة

‏قبل سنوات طويلة وبعد الغزو تحديداً بحث المسئولين في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية عن السبل الكفيلة بتحويل تلك المؤسسة الخاسرة الى مشروع يحقق الارباح، وكان في ذلك الوقت أسطول المؤسسة لا يتجاوز خمسة عشر طائرة يعمل لادارة العمليات فيها أكثر من خمسة آلاف موظف، وكانت أول توصية من المكاتب الاستشارية التي استعانت بها المؤسسة هو اعادة هيكلة قطاعات المؤسسة والتخلص من العمالة الزائدة والغير ضرورية، فمن غير المعقول تغطية مصروفات ‏الرواتب والأجور لذلك الجيش من الموظفين من اسطول صغير ومحدود الايرادات، وبالفعل كانت أول خطوات النجاح هو تخفيض المؤسسة لجيش الموظفين والإبقاء على عدد محدود منهم ..  ‏ولم تتأثر المؤسسة ‏من ذلك ‏الإنخفاض في إعداد الموظفين، فهي لازالت تعمل وتطير وتنقل الركاب وزادت عدد طائراتها عن الماضي، والاهم انها اصبحت تحقق الربحية بعد سنوات طويلة من الخسائر الفادحة  .. 

‏وإذا استفدنا من تلك التجربة وطبقناها على الوزارات المختلفة والجهات الحكومية وجيش الموظفين فماذا ستكون النتيجة؟؟؟ 

فالوزارات اليوم فيها الكثير من العمالة الغير ضرورية وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد وزارة مثل وزارة الصحة لديها جيش من الموظفين يتجاوز عددهم الاربعين الف موظف ما بين أطباء وصيادلة وهيئة تمريضية وادارية، وتأتي في المرتبة الثانية بعد وزارة التربية، وميزانية وزارة الصحة في هذا العام تجاوزت مليار و800 مليون دينار  كويتي، يصرف 60‎%‎ منها على بند الرواتب والاجور، وذلك لتشغيل عدد محدود من المستشفيات لا يتجاوز اصابع اليد وثمانون مركز صحي في المناطق السكنية .. 

ومن وجهة نظري المتواضعة باننا نستطيع ان نحقق الهدف من وجود وزارة الصحة من خلال تقديم خدمات صحية مميزة للمواطنين بأقل من التكلفة الحالية بكثير، ويأتي ذلك بعد ان نعيد هيكلة الوزارة، ونتخلص من جيش الموظفين الاداريين والاعداد الضخمة الموجودة منهم اليوم في وزارة الصحة .. ويجب ان تقتصر التعينات على الاطباء والهيئة التمريضية والكوادر الطبية، ونستقطب الاطباء والاستشاريين وندفع لهم الاجور المناسبة وان نعدل القوانين لحمايتهم فهناك مراكز صحية صغيرة تجاوز فيها عدد الاداريين المئات .. 

ونأمل من وزير الصحة الدكتور جمال الحربي المضى قدماً واتخاذ القرار الصعب وإعادة هيكلة الموارد البشرية للوزارة، لتتناسب مع أهدافها وتستطيع تقديم خدمات صحية ذات جودة للمواطنين والمقيمين على ارض هذا الوطن .. كما ونرجو من جميع الوزراء والمسئولين ايضا دراسة الموارد البشرية المتوفرة لديهم مع احتياجاتهم الفعلية وإعادة هيكلتها للمحافظة على الموارد المالية للدولة والقضاء على البطالة المقنعة التي اصبحت سمة من سمات القطاع الحكومي ..

خليل العريان

20/10/2017