> مقالات

احترام التخصص ..

كتب : د. نبيله شهاب |
احترام التخصص ..

‏التخصص مفهوم واضح ومهم جداً في المجتمعات المتقدمة واحترامه والتمسك به أمر مفروغ منه ، وكل فرد يتفاني في اكتساب الخبرة في مجال تخصصه ويحاول أن يواكب التطور في ذلك  ..
‏لا يشعر أي فرد بالحرج أو الخجل أو الخرف مهما علا مركزه من أن يقول:
‏ "لا أعرف" 
‏أو
‏"لا يوجد لدي معلومات ومعرفة كافية في هذا المجال"  ، 
‏وقد يرشح بعض الأسماء في المجال الذي استفسرت عنه أو يدلك عليها.
‏هناك تخصصات معينة وهي المتصلة اتصال مباشر بالفرد وحياته الشخصية والنفسية والاجتماعية وصحته تخضع لمراقبة الدولة مراقبة مستمرة وصارمة وقد تم وضع قوانين حازمة دقيقة لها لا يتعداها أحد كائناً من كان ، على سبيل المثال لا الحصر الطبيب والمعالج النفسي والمعلم وغيره ..
‏الالتزام بالتخصص ليس شيئا لا هدف من ورائه بل هو أساس العمل وأساس اتقانه والابداع فيه ، فحين ينصب اهتمام أي فرد على عمل معين يبدع فيه ، ينحصر التركيز عليه ومن ثم تتقلص الزوايا وتصغر مساحات التعلم ليزداد التركيز على هذا المجال فقط ويتفوق الفرد في هذا التعلم ليبدع بعدها في مجال عمله وتخصصه لانه اكتسب وتعلم كل تفاصيله بكثافة وبعمق ، على خلاف لو أن الفرد شتت انتباهه واهتمامه على أكثر من تخصص أو عمل مما يزيد من مساحة التعلم وينعكس ذلك سلباً على التبحر في هذا العلم وكشف جميع أسراره ودقّ تفاصيله. 
‏في مجتمعاتنا للأسف بعضنا علماء في كل شيء، سياسة نبحر فيها ونحلل الأوضاع السياسية في كل دول العالم ،  لو صادفنا مريضاً أو زرناه نصبح أطباء نعرف تفاصيل المرض ونشخصه ونعالج وهذه أهم نقطة، في الاكل الشرب الملابس ، ولو صادف صديق مشكلة زواجية أو اجتماعية نصبح المرشد النفسي والاختصاصي الاجتماعي ونغرقه بالنصائح "العلمية"، متخصصون بكل شيء وننقل خبراتنا الفذة النادرة للجميع والبعض يغضب إن لم يؤْخَذ برأيه!!
‏باختصار البعض  "خلطة تخصصات" وفي وقت معين نجدها "تسيح"  على بعضها فنجد سكين المطبخ يستخدمها الجراح الصوري والسياسي نجده حوّاي/ج  وهكذا ..
‏وللاسف عند البعض كلمة "لا أعلم" مرادفة  "ل أنا غبي" على الرغم من أن لفظ "لا أعلم" هي دلالة على العلم وعمقه ..
‏ولكوننا لا نقول صراحة "لا أعلم"  نجدنا ندور في حلقة الكم الهائل من هذه التخصصات حتى نجد أنفسنا دون قصد مشتتين نعطي كل تخصص جزءاً بسيطاً من مجهودنا وقدراتنا مما يجعلنا محلك سر في اطار العمل العادي بدلاً من العمل المتميز ..
‏إدعاء الفرد معرفة أكثر من تخصص أوعلم  فيه ضرر أحياناً على الآخرين الذين يثقون به ويعتمدون عليه في مساعدتهم وحل مشاكلهم ، أو على أقل تقدير فيه بخس لحق المتخصص المتميز الذي يسرق الآخرون علمه وتخصصه.
‏أخيراً وباختصار ،، لن نواكب التطور الا إذا احترم كل منا تخصص الآخرين ،  وتفانى كلٍّ منا في مجال تخصصه وأبدع فيه ، واحتاج كل منا للآخر ، عندها نكون { نسيجاً مترابطاً يكمل أحدنا الآخر} لنبني صرحاً من النمو والازدهار والتطور لأوطاننا ..
‏د. نبيله شهاب 
‏⁦‪@ns_sunshine4

عدد الزيارات : 8868 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق