لعبة الكراسي ..

منذ نعومة أضافرنا ودخولنا مرحلة رياض الاطفال يتم تلويث عقولنا من خلال لعبة الكراسي المشهورة وهي اللعبة الاشهر في العالم والتي استمرت لسنوات طويلة ولا زالت مستمرة حتي يومنا هذا ... فتلك اللعبة هي السبب الذي يجعل الطالب يبحث عن افضل كرسي وطاولة في الفصل الدراسي بعد مرحلة رياض الاطفال وبعد تخرجه والتحاقة بالوظيفة يحرص علي ان يكون مكتبه جميل وفيه جميع الديكورات المناسبة أما السيدات فلديهم لمسات جميلة والوان جذابه لمكاتبهم .. واصبحت المكاتب اليوم مليئة بالديكورات والاكسسوارات واصبحت واسعه وكبيرة كانها بيت علي ثلاث شوارع وحمام للسباحة .. فهناك مكاتب عليها تليفونين او ثلاثة واجهزة كمبيوتر احدث طراز وغالبا لا تعمل ولا تستخدم، واليوم مكاتب بعض المسئولين اصحاب المسميات الوظيفية اللامعة يوجد بها تلفاز يزداد حجمه حسب المسمي الوظيفي .. شخصيا لا اعرف ماالغرض من وجود التلفاز وما هي البرامج التي من المفترض ان يتابعها المسئول اثناء الدوام الرسمي، ولا ننسي جيش السكرتارية وكل ذلك يعتبر هدر للمال العام واستنزاف لخزينة الدولة وحساب الاجيال القادمة ..

من وجه نظري لا تكمن المشكلة فيما ذكرت ولا ابواب المسئولين المغلقة أمام المراجعين ولكن المشكلة الحقيقيه التي يعاني منها الوطن هي الثمن الذي يدفع للبقاء علي الكراسي والاستمرار في ذلك المكتب الفخم .. ويرتفع الثمن والتكلفة علي المال العام كلما ازداد ذلك المكتب والكرسي فخامة .. فعلي سبيل المثال لا الحصر ما قام به وزير الصحة السابق والذي فتح الباب علي مصرعية أمام أعضاء مجلس الامة عندما وقع الاف معاملات العلاج بالخارج فقط من اجل ضمان البقاء اطول مدة ممكنة في منصبه .. واليوم وللأسف الكثير من المسئولين يتخذ القرارات المختلفة من اجل مصلحته الخاصة والذود عن منصبه، وحيث إننا أمام تشكيل حكومي جديد قادم فانني علي ثقة بان تكلفة البقاء سوف تكون باهظة من أجل البقاء علي الكرسي .. ايها الاعزاء ان الكراسي لا تدوم لأحد لأنها ببساطة "لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك"، وان التاريخ سوف يتذكر القرارات والإنجازات باحرف من نور، وماذا قدم كل مسئول لهذا الوطن والذي سينعم به الابناء في المستقبل "فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض"ويجب أن يكون نهجنا جميعا العمل من أجل الكويت، فالمناصب لا تدوم والعمل الصالح هو من يبقي شامخا في سماء الوطن..

الكويت قبل كراسيكم يا سادة ولعبة الكراسي انتهت..

خليل العريان