> محليات

العزوف عن طريقة برايل خطر على المكفوفين


العزوف عن طريقة برايل خطر على المكفوفين

انتقدت الباحثة التربوية وعضو جمعية المكفوفين الكويتية منى العازمي تراجع مستوى طريقة برايل وقلة مستخدميها في المجتمع الخليجي رغم أهميتها بالنسبة لذوي الإعاقة البصرية، مبينة أن الكثير من المكفوفين يلجأون في ترفيههم إلى الاستماع.

وأشارت لـ القبس إلى أن طريقة برايل هي نافذة الثقافة عند المكفوفين في كل بقاع العالم والتي لا يستغني عنها أي كفيف، إلا أنها تعتبر مريضة في مجتمعنا الخليجي وذلك لأسباب عدة منها أنها لا تزال مستغربة في مجتمعنا الخليجي ولا يزال قارئ برايل لافتاً للنظر، يؤمنون بنبوغه فقط لأنه أتقن القراءة بهذه الطريقة الغريبة، فضلاً عن عدم اعتماد هذه الطريقة كوسيلة للتعامل مع المكفوفين في القطاعات الحكومية والبنكية وحتى المرافق العامة كالمطاعم وخلو المنتجات الاستهلاكية من طباعة اسمها ومكوناتها بطريقة برايل، منتقدة الاعتماد على السماع والأجهزة الذكية مما يزيد المتاعب ويضعف التفكير الابتكاري.
ولفتت إلى خجل بعض المكفوفين من ممارستها أمام المجتمع خشية من مضايقة المجتمع لهم بأسئلة قد تقطع عليهم اندماجهم وتفسد عليهم متعتهم، مضيفة «كما أن اقتصار برايل على الثقافة وعدم استخدامها كأسلوب حياة، الأمر الذي سوغ لمن يصابون بضعف البصر الاعتماد على جهاز تكبير الخط رغم خطورته مبررين ذلك بأن برايل تنتهي بانتهاء الدراسة».
وأشارت إلى اعتماد الأجهزة الذكية على الاستماع وتميزها بالسهولة والسرعة وتعدد الميزات ساهم في استقطاب الكثير من المكفوفين وجعلهم يعتمدون عليها بشكل كبير، لافتة إلى أن استفتاء أجري على مجموعة من المكفوفين حول تفضيل القراءة بطريقة برايل أو استماعا أظهر أن أغلبيتهم فضل القراءة بطريقة برايل على الاستماع، مستندين إلى أن برايل تحفظ لهم ما وقفوا عنده من جزئيات وتمكنهم من التركيز ويستطيعون تحديد النقطة التي توقفوا عندها إذا كانت القراءة طويلة وتمتد إلى أيام أو أوقات مختلفة.

فقدان الخصوصية
كما ألمحت إلى فقدان الخصوصية عند المكفوفين نظراً لاحتياجهم لقارئ يقرأ لهم ما هو متاح أمامهم من أمور الحياة المختلفة كالمنتجات الشخصية والتعاملات البنكية والحكومية وغيرها.
وتحدثت عن الأضرار الناجمة عن العزوف عن طريقة برايل منها ضعف الثقافة لدى المكفوفين، فضلا عن انتشار المشاكل الصحية، وصولاً إلى العمى التام عند من كان لديهم بقايا بصر ممن اعتمدوا على جهاز تكبير الخط في تعليمهم، وأيضاً الصداع ومشاكل الأذن عند الذين يعتمدون على السمع خاصة الذين يستخدمون السماعات حفاظاً على خصوصيتهم.

قانون مطلوب

اقترحت العازمي صدور قانون بإلزام كل الجهات الحكومية والخاصة وشركات التسويق باستخدام طريقة برايل كوسيلة للتعامل مع الكفيف، فضلاً عن إنتاج البرامج الإعلامية والتوعوية بأهمية طريقة برايل ومدى فائدتها للكفيف.
واسترسلت بالقول: ولا يزال يشغلني كتربوية عزوف بعض الطلبة والطالبات في مدارس النور للبنين والبنات خاصة من انتقلوا إليها من مدارس التعليم العام، عن القراءة والكتابة بطريقة برايل واعتقادهم بأنها ليست ضرورية وأنهم قادرون على استكمال حياتهم بدون طريقة برايل، مضيفة «ولكن في منتصف الطريق وبعد الوصول إلى العمى التام في أكثر الحالات نجدهم يعودون أميين فقدوا القراءة بالخط العادي وجهلوا القراءة بطريقة برايل».


عدد الزيارات : 1152 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق