> مقالات

المهمة مستحيلة .. أيها الرئيس ..

كتب : خليل العريان |
المهمة مستحيلة .. أيها الرئيس ..

من منا لا يعشق كرة القدم وهي الرياضة الاولي في العالم والمفضلة لدي الجميع من مختلف الاعمار، ويعرف المتابعين لها ميسي وكرستيانو وغيرهم من مشاهيرها ويشاهدونهم وهم يقدمون الفنون في كرة القدم علي اعلي المستويات ولكن هل يستطيع هؤلاء اللاعبين منفردين تحقيق البطولات ورفع الكؤوس والصعود الي منصات التتويج دون الحاجة الى تعاون بقية أفراد الفريق؟
ان الحياة التي نعيشها تتشابه كثيراً مع كرة القدم، فأفراد الأسرة يشكلون لاعبي الفريق، وتفاهم الوالدين في المنزل يحقق النجاح لجميع أفراد الاسرة ويجعلها سعيدة وناجحة، والاسر المختلفة تكوّن النسيج الاجتماعي، والتعايش السلمي بينها يساعد على نمو المجتمعات وتطورها ويجعلها تعيش في أمن وأمان، وإذا طبقنا مثال كرة القدم علي الحياة السياسية سواء كانت السلطة التشريعية أو التنفيذية نجد ان العمل الجماعي والتفاهم بين الوزراء أو اعضاء المجلس هو السبيل الوحيد لتحقيق غايات وطموح الشعوب وتنميتها.
تعتبر التجربة الديمقراطية في دولة الكويت فريدة من نوعها حيث يخوض المرشحين منفردين الانتخابات بلا انتماء حزبي، ليشكلوا بعد النجاح السلطة التشريعية، وتلك "الديمقراطية الفردية" تجعل دوماً مهمة رئيس مجلس الأمة صعبة وشبه مستحيلة، لأنه لا يوجد لديه تناغم تام ولا تنسيق بين الأعضاء وغالبيتهم لديهم توجهات سياسية وأجندات مختلفة، علماً باننا نطالب الرئيس بقيادة فريقه الي النجاح وتسجيل وتسطير الإنجازات وفي فترات قياسية بعد تشكيل المجلس.
وخلال السنوات الماضية تابعنا أداء مجالس الامة وما حققته، وكانت السمة الأبرز هي غياب روح الفريق الواحد عن السلطة التشريعية، وكل عضو او مجموعة من الأعضاء يعملون منفردين، أشغلتهم الاختلافات والنزاعات والصراعات وحب البقاء عن المصلحة العامة.
كما وجدنا أن الغالب على أداء المجالس النيابية السابقة من بعد مجلس 1992 التشاحن والشد والجذب والضرب أحياناً بين أطراف مختلفة داخل المجلس، ونستطيع ان نلاحظ ذلك من خلال مراجعه احصائيات القوانين التي اقرتها المجالس السابقة والازمات الحقيقية والمفتعلة بين المجلس والحكومة، مع استثناء مجلس 2013 لأنه كان متجانس التشكيل الى حد كبير، سعي فيه أعضائه لتحقيق الإنجازات، اما المجلس الحالى فلا يزال متأثراً بتركيبته الغير متجانسة ومشغول بمحاولة حل المشاكل التى عانت منها المجموعة التي عارضت مرسوم الصوت الواحد الصادر في العام 2012.
ان الكويت 2018 تختلف عن الكويت 1961 ونحن اليوم بحاجة الى اصدار تشريعات تسمح للاحزاب بمزاولة العمل السياسي، بعيداً عن التدخلات الحكومية في دعم بعضها وتهميش أخرى، فالمهمة سوف تكون مستحيلة لرئيس مجلس الأمة في تحقيق الانجازات من خلال وجود لاعبين يغيب عنهم مفهوم العمل الحماعي وروح الفريق الواحد ويمارسون اللعب الفردي على أرضية الملعب ..
السيد الرئيس: من خلال قراءة المؤشرات والمعطيات الحالية نجد أن المهمة شبه مستحيلة وهناك حاجة الي العمل الدؤوب وتقريب وجهات النظر وحل الخلافات بين الأعضاء ليتمكن المجلس بعد ذلك كله من تحقيق الإنجازات، إن لم يتم حل المجلس قبل ذلك كما تقول الاشاعات .. فلنعمل من أجل المستقبل بإشهار الأحزاب

خليل العريان

عدد الزيارات : 1527 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق