> منوعات |
يبقى يوم المرأة العالمي محطة سنوية لا بد من الوقوف أمامها لمقياس مدى ما حققناه كأفراد ومجتمعات وشعوب ودول من تقدم في ميادين الحضارة.. فأي رقي وازدهار يبقى ناقصا مادامت المرأة التي تشكل نصف المجتمع لم تتمكن من أين يكون فعلها وتأثيرها ودورها متوازنا مع مكانتها.. فقد أثبتت كل التجارب أنها لا تقل كفاءة عن الرجل في العطاء والتضحية وتحمل المسؤوليات. وبخصوص المرأة الكويتية فقد حققت الكثير.. لكنها تعاني التمييز والتهميش والقصور في الحقوق المدنية.. غائبة ومغيبة عن المناصب القيادية.. وقضاياها لا تحظى بالأولوية.. ومازال أمامها مشوار من العمل والنضال لتحقيق الأكثر على مستوى المشاركة والوصول إلى المناصب القيادية وتمكينها من وبعض الحقوق التي مازالت منقوصة وفقا لقانون الأحوال الشخصية.
واليوم في الثامن من مارس، التقينا مع عدد من الشخصيات النسائية اللواتي يتولين مناصب متنوعة في العديد من المجالات، واللواتي ينتمين للجيل المخضرم الذي تسلم الراية من جيل الرائدات لسؤالهن عن معاني هذا اليوم بالنسبة لهن.. وتقييمهن لواقع المرأة الكويتية.. والمطالب المستقبلية.. حيث أجمعت الآراء على التحسر على الماضي.. عندما كانت الكويتية سباقة على مستوى المنطقة في العلم والعمل والانخراط في قضايا المجتمع والنضال لتحقيق المطالب المحقة.. وتفاؤل حذر بالنسبة للمستقبل، حيث إن للجيل الجديد من الفتيات اهتماماته ومشاغله الخاصة، وكانت هذه الحصيلة من الآراء والمواقف:
وتضيف: أستغرب الحديث عن تمكين المرأة فهي متمكنة وليست بحاجة لتدريبها، فهي على وعي بطبيعة عملها وحققت الكثير من الإنجازات، ولكنها بحاجة لفتح أبواب فرص العمل لها، وايضا هي ليست بحاجة لتكمينها.
مها البغلي: قضاياها تشغل المجتمعات المتحضرة
تعترض مها البغلي، سيدة أعمال، على من يرفضون حصر قضية معينة في يوم محدد بالسنة، كعيد الأم او يوم المرأة وغيرها من المناسبات العالمية، بحجة أن علينا تقدير الأم وتعزيز دور المرأة في المجتمع كل يوم. الا ان تخصيص يوم في السنة لهذه القضايا يحفز المجتمع على تأكيدها والعمل على تنظيم مشاريع وبرامج مركزة لتسليط الضوء على أهميتها، وغرس بعض القيم الإيجابية عن طريق وسائل الإعلام المختلفة والتي تسهم في نشر الرسالة بين جميع شرائح المجتمع، ولذلك مازالت قضايا المرأة تشغل حيّزا كبيرا من اهتمام المجتمعات المتحضرة. وبازدياد الوعي بدور المرأة وأهمية تمكينها وتنمية مهاراتها وتعزيز فرص نجاحها، تحرص المجتمعات الواعية على إشراك المرأة في التنمية وصنع القرار لما له من تأثير إيجابي في اسرتها ومجتمعها ووطنها.
أما بخصوص ما يقال عن خفوت صوت المرأة الكويتية بعد إقرار حقوفها السياسية فتقول البغلي: تأملنا عام 2009 خيرا بدخول 4 سيدات إلى مجلس الأمة، واعتبرناها بداية رائعة لصحوة المجتمع الكويتي لأهمية إشراك المرأة في صنع القرار والتنمية. لكن المؤسف أن الناخبين لم يقدروا ان التجربة البرلمانية للمرأة هي تجربة جديدة وتحتاج وقتا حتى نتمكن من تقييم اداء النائبات والحكم على التجربة بشكل منصف. فكان الحكم بعدم إعطاء المرأة المزيد من الثقة والدعم، مما أدى الى عزلها من المشاركة وإخماد صوتها. وكذلك الأمر بالنسبة للمناصب القيادية فعلى الرغم من وجود كفاءات نسائية كثيرة وفي مجالات مختلفة وشخصيات ذات ثقافة عالية، فان الفرص غير متاحة الا للقليل منهن في شغل المناصب القيادية. حيث تلعب العلاقات والحسابات السياسية دورا كبيرا في اختيار القياديين، ولا تزال المرأة حديثة عهد في فهم قواعد اللعبة.
ظلم وتهميش
تعتبر رئيسة شركة كونسورتيوم التعليمية ومجموعة الملكية البريطانية للتعليم د. حنان المطوع انه شيء جميل أن تخصص الأمم المتحدة يوما عالميا للاحتفال بالمرأة، التي عانت تاريخيا التهميش وسلب الحقوق والظلم والاضطهاد، ليس في الوطن العربي فقط، كما يعتقد البعض، وإنما في كل دول العالم بلا استثناء. ويحسد البعض المرأة العربية، رغم معاناتها على مختلف الأصعدة، على ما تتمتع به من الاحترام والتقدير من قبل المجتمع والأسرة.
وأشارت الى أن المرأة الكويتية نجحت في كثير من المهام التي أوكلت إليها وتبوأتها، ونالت ما تستحق من مناصب؛ كعضوية مجلس الأمة بعد إقرار الحقوق السياسية، وتم تعيينها وزيرة ووكيلة وزارة، بل إن الكويت كانت أول دولة عربية تتبوأ فيها سيدة منصب رئيسة للجامعة هي د. فايزة الخرافي، ونجحت المرأة الكويتية في مختلف الوظائف، كما استطاعت أن تؤسس شركات وتدير بنوكا ومؤسسات. ولا ننسى ربة المنزل ودورها المهم في تربية الأبناء. لذلك علينا في هذا اليوم العالمي أن نسلط الضوء على المشكلات التي تعانيها، والعمل على زيادة الوعي لديها بحقوقها وواجباتها. والعمل على تذليل العقبات التي تعترضها لتحقيق طموحاتها المشروعة ونيل حقوقها كمواطنة، عبر إقرار القوانين المناسبة أو تعديل أي قانون يتضمن التمييز.
وعد الكندري: الكويتية تتطلع إلى إزالة كل التمييز ضدها
أكدت عضو مجلس إدارة جمعية العلاقات العامة الكويتية ورئيسة لجنة المرأة، وعد الكندري، أن المرأة الكويتية حققت الكثير من طموحاتها، لكنها ما زالت تنتظر المزيد، وتتطلع للوصول إلى إزالة كل أشكال التمييز بينها وبين الرجل.
وأضافت، في تصريح لها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ٨ مارس، أن المرأة الكويتية نجحت في تبوؤ جميع المناصب القيادية، كما نجحت كوزيرة، وضربت أمثلة رائعة في القيادة، وايضا نجحت كنائبة وكوكيلة وزارة ومديرة، لكن المؤسف أنه حتى الآن ما زالت نسبة تقلدها للمناصب القيادية ضئيلة جدا، ولم تصلالى المساواة في فرص العمل المتمثلة في نسبة 50/50، التي توصي بها منظمة الأمم المتحدة، بل لم تصل إلى %10 من المناصب القيادية رغم تميّز المرأة علميا ووظيفيا، فإنها حتى الآن لم ينصفها المجتمع، مؤكدة أهمية تخصيص مقاعد تتنافس عليها المرأة في انتخابات مجلس الأمة، لضمان وصول 10 نساء على الأقل حتى تتشارك مع الرجل في التشريع والرقابة، مما يفتح المجال لاختيار عدد من الوزيرات بدلاً من واحدة.
وأضافت الكندري أن المجتمع الكويتي يزخر بالكوادر النسائية الكفوءة في كل المجالات، ورغم ذلك يمثل وجود نائبة في مجلس الأمة ووزيرة واحدة في الحكومة تراجعاً واضحاً للمرأة الكويتية، بعد أن وصلت إلى 4 نائبات ووزيرتين، مشيرة الى أن المنظمات النسائية، التي كانت نشطة جدا في الفترة قبل إقرار الحقوق السياسية للمرأة الكويتية، خفت صوتها تماماً الآن، وقل دورها التي من المفترض أن يستمر نشاطها لتعزيز دور المرأة، والمطالبة بإزالة كل أنواع التمييز ضدها في جميع الجهات، ومن جميع القرارات والقوانين، فالمرأة هي نصف المجتمع، آملة أن يأتي اليوم الذي تمثل فيه المرأة نصف الحكومة ونصف البرلمان.
وأشادت الكندري بجهود سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، واهتمامه بالمرأة الكويتية وتشجيعه لها، مؤكدة أن عهد سمو مليء بالانجازات التي تعزز دور المرأة، وطالبت منظمات المجتمع المدني الخاصة بالمرأة بإعادة ترتيب الأولويات، والدفع في اتجاه المساواة بين المرأة والرجل في المناصب القيادية.
عدد الزيارات : 1779 زيارة
كل التعليقات
لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع
آخر الأخبار
الطوارئ الطبية: جاهزون لتغطية القمة الخليجية وكأس الخليج العربي
سلاح الدفاع الجوي في الجيش الكويتي ينظم فعالية يوم التخضير
الخطوط الكويتية توقع اتفاقية مع الخطوط الحديدية سار لبيع تذاكر قطار الحرمين السريع
المعلومات المدنية: شطب عناوين سكن 322 شخصا من السجلات
العوضي: الكويت أول دولة في الشرق الأوسط توفر عقارا لحماية الأطفال من الأمراض التنفسية
إقرأ أيضا
الطوارئ الطبية: جاهزون لتغطية القمة الخليجية وكأس الخليج العربي
سلاح الدفاع الجوي في الجيش الكويتي ينظم فعالية يوم التخضير
الخطوط الكويتية توقع اتفاقية مع الخطوط الحديدية سار لبيع تذاكر قطار الحرمين السريع
المعلومات المدنية: شطب عناوين سكن 322 شخصا من السجلات
العوضي: الكويت أول دولة في الشرق الأوسط توفر عقارا لحماية الأطفال من الأمراض التنفسية