> مقالات

‏أبناؤنا أجمل وأصدق الأصدقاء ... بقلم / ‏د. نبيله شهاب

كتب : د. نبيله شهاب |
‏أبناؤنا أجمل وأصدق الأصدقاء  ... بقلم / ‏د. نبيله شهاب


‏تغيرت المجتمعات وتغيرت معها المعايير الاجتماعية والأسرية خاصة وبعض القيم ، ومازالت في طور التغيير، فما كان مقبولا أصبح مرفوضاً وبشدة كالعقاب الجسدي للطفل وغيره .. وما كان مرفوضاً وبشدة أصبح هدفاً نسعى لوجوده كمناقشة الابناء للوادين وابداء آرائهم والمشاركة في اتخاذ قرارت مرتبطة بالأسرة وغيره .
‏وأصبح الوالدان وخاصة الأب الذين يسعون لفرض احترامهم وهيبتهم بالقوة والترهيب مرفوضاً كنمط للوالدين في الحالة الاجتماعية الجديدة والتي تناسب هذه الفترات الزمنية بقوانينها ومعاييرها المتطورة. 
‏وبذلك بدأت تظهر على السطح تساؤلات عديده أهمها كيف أتعامل مع "طفلي الرجل" أو "طفلتي المرأة" أو باختصار المراهقون، وسبب هذه التساؤلات التغيرات السريعة و التي نجدها في مجتمعنا وما ينتقل لنا بفضل التكنولوجيا من مجتمعات اخرى . 
‏و الجواب باختصار : من أراد أن يتمتع أطفاله بشخصية طبيعية سوية منفتحة على المجتمع وعلى الآخرين يجب عليه أن يقترب جداً من أطفاله في جميع مراحلهم العمرية وخاصة المراهقين، واقترابنا لا يعني التواجد الجسدي وتوفير احتياجاتهم المادية فقط ، بل يشمل التقرب لهم بالحب والمودة والاحتفاء بوجودهم ومساعدتهم ومساندتهم وجعلهم يشعرون  بفخرنا وثقتنا بهم وبقدراتهم والأهم من كل شيء احترامهم واحترام خصوصيتهم وأسرارهم وأصدقائهم. 
‏والابن المراهق هو راشد آخر في المنزل من الأهمية بباب أن نجعله يشاركنا "بعض" أسرارنا وبعض آلامنا وهمومنا،  ولكن نحرص على أن نذكر بعض الحلول لهذه المشاكل أمامه ونشعره أنها مشاكل عابرة ، ومن الجميل والذي له التأثير الأكبر : لو طلبنا منه أن يقترح بعض الحلول لمشكلتنا، فنكون بذلك  قد قمنا بتركيز  أواصر المحبة التي بيننا الى أبعد ما يكون وغرسنا في طفلنا المراهق  الثقة بنفسه وجعلناه يشعر بأهميته وتميزه وثقتنا به . من بعد هذه المشاركات الصغيرة نكون على يقين أننا سوف نكون أول من يلجأ اليه طفلنا المراهق حين تواجهه أية مشكلة.
‏ولنتذكر دائماً أن نتعامل معه كصديق فحين يعترف لنا  بخطأ قام به أو مشكلة وقع بها لا نظهر له اندهاشنا وامتعاضنا وخوفنا المبالغ فيه أو غضبنا .. بل نحاول أن تكون تعابيرنا اللفظية والجسدية هادئة ومتفاعلة ايجاباً وليس سلباً معه ، نبين له خطأه ونلومه بحب و هدوء ونجعله يتحمل مسئولية خطأه ، لكن لا نصدمه ونخيفه و لا نشعره بالذنب  وانهيار الثقة به حتى لا يتحاشى مستقبلا اللجوء الينا ومصارحتنا بما يجري في حياته.
‏أطفالنا هم أجمل الأصدقاء وأصدقهم لنا ، يجب أن نحسن التعامل معهم حتى نكسبهم ونخرج أجمل مافيهم من اخلاقيات وصفات ..
‏د. نبيله شهاب
‏⁦‪@ns_sunshine4

عدد الزيارات : 2139 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق