> مقالات

ليس للإنسان حقوق !! بقلم / عبدالعزيز بومجداد

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
  ليس للإنسان حقوق !! بقلم / عبدالعزيز بومجداد


     في هذه الحياة يعيش الإنسان في مجتمعات متباينة منها الغني و منها الفقير و منها الذي وصل لمراحل متقدمة من العلم و منها الجاهل و منها الراقي في التعامل و منها المتخلف، لكنهم يتفقون في النهاية رغم هذا التفاوت في مستويات المعيشة و التفكير على أمر واحد .. وهو مطلبهم الأول و الأساسي و الذي يتحركون به ضد حكوماتهم .. ألا و هو "حقوق الإنسان"

     إن مشكلتنا الأساسيةهنا هي ابتعادنا عن الإسلام و نظرته المقدسة لآدمية الإنسان .. بصرف النظر عن توجهاته و معتقداته ، و أخذنا نطبّق نظريات حقوق الإنسان التي تصدرها لنا "ماما أمريكا" و التي تقوم على أساس العنصرية و التمييز بين الناس حسب أعراقهم و معتقداتهم و هذا ما نشهده اليوم من أمريكا تجاه القضايا الإنسانية في مختلف دول العالم ، فأمريكا لا تزال تبحث عن "شمّاعة" لتعلق عليها أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، فتارة تتهم أفغانستان و تارة تعرّج على ايران و تارة تطالب المملكة العربية السعودية بدفع التعويضات عن تلك التفجيرات لأهالي الضحايا و كل ذلك بإسم حقوق الإنسان بينما كان و لا يزال رأيها بانتهاكات الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني مختلف تماماً ، و ليس لعدد الشهداء الفلسطينيين من أطفال و نساء أي أثر على إنسانيتها فضلاً عن إنها أعطت للكيان الصهيوني الشرعية ليرتكب المزيد من المجازر و الانتهاكات بعد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، كان ذلك بعد أن فرضت العقوبات الاقتصادية و هيجت الرأي العام العالمي على روسيا في قضية أوكرانيا و هنا يتضح لنا مدى التمييز الأمريكي في تطبيق القوانين و الاتفاقيات الدولية .. كله حسب مصالحها الشخصية .

    مع الأسف لقد أصبحت نظرتنا للإنسان مشابهة للنظرة الأمريكية المبنية على أساس العنصرية ، بالرغم من أننا ندّعي الالتزام بمبادئ القرآن و التعامل بناءً على تعاليمه لكننا في الواقع نعطي صفة الإنسانية للمقربين منا فقط ، أما المختلفين معنا في العرق أو الطائفة أو الفكر فإننا نسلب منهم هذه الصفة و نعاملهم على أساس أنهم جمادات أو أي شئ آخر .. و لكم في الحروب الدائرة في المنطقة بين المسلمين بعضهم لبعض خير مثال على ذلك ، فأسباب و دوافع تلك الحروب لا ترقى للوصول للحروب المسلّحة و جميعها نزاعات عادية يمكن حلها بالحوار ، لكن عدم إعطاء صفة الإنسانية للمخالفين لنا و لفكرنا هي التي تدفعنا للإقدام على هذه الحروب المسلحة . هذا ما عودتنا عليه أمريكا 

     و الهدف من هذه الرسالة التي أريد أن أوجهها للقارئ الكريم هو كشف النوايا الأمريكية و طريقة تعاملها العنصري مع فئات المجتمعات في العالم كله و التي أخذناها نحن كمعايير للتعامل و تركنا المعايير الإسلامية . و أبسط ما يمكننا القيام به اليوم هو أن نغير نظرتنا تجاه أمريكا و اتخاذ الحذر منها و التعامل معها على إنها عدو يتعامل معنا بفوقية بسبب إسلامنا و هذا ( أضعف الإيمان ) وأقل واجب .

والله ولي التوفيق
عبدالعزيز بومجداد

عدد الزيارات : 3234 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق