> مقالات

لا تصيرون وايد حساسين!!!

كتب : د. نبيله شهاب |
لا تصيرون وايد حساسين!!!

‏لا تصيرون وايد حساسين !!!
‏جملة نسمعها تتردد من قبل البعض سواء كانت موجههة لنا أو لآخرين ، ونسكت على مضض أو نستنكر أو نتألم أو نشعر بالخجل من أنفسنا ، ونظل نفكر ماذا فعلنا حتى تقال لنا هذه الجملة؟؟ وهل الحساسية صفة سلبية ؟؟ ونبدأ نتذكر السلوكيات المصاحبة لهذه الصفة ونجدها في حقيقة الأمر سلوكيات ايجابية اكثر من كونها سلبية!! .. وكل ما تعمقنا بها نجد أن حتى الجزء السلبي منها سلوك غير مقصود بخلاف صفات ثانية ..
‏لكن لماذا تصبغ هذه السمة بالسلبية وتقال للفرد وكانها خطأ في شخصيته ؟؟ ولا ننكر ان بها جزءاً سلبيا ولا احد يستطيع ان ينكر ذلك، لكن هل الحساسية تجاه الأمور عيب وهل القلب الطيب  الرقيق والشعور المرهف خطأ ودليل ضعف في الشخصية ؟ او سبب لصعوبة التعامل من يتصف بهم؟؟
‏الحساسية تجعلنا نشعر بمن حولنا ونستشف الأمور من تصرفات الآخرين فنعرف من الذي يتألم أو هو حزين أو أو في ضائقة أو مشكلة وخلافه لكي نسعى الى مساعدته أو على الأقل مساندته.
‏ قد تجعلنا الحساسية نتألم بسرعة وقد نغضب ونحنق بسرعة وهذه من سلبياتها،  ولكن الجانب الايجابي هنا أن الطرف الآخر قد يحتاج فقط الى التلميح حتى نحس ونعرف أننا على خطأ مثلا أو أننا نتفوّه  بكلام ليس في موضعه الصحيح ، وغيره من أخطاء قد نقع فيها..
‏اذا وظفنا الحساسية  لمصلحة الذات والآخرين فإنها تصبح أدات بناء لنا ولمن حولنا، فحين نستشعر ما قد يضرنا أو يؤلمنا فنبتعد عنه نكون قد حمينا أنفسنا وساعدناها على اختيار الطريق أو الاتجاه الصحيح. أما مع الآخرين فكما قد تم ذكره، نستشف ما قد يعانون منه أو يحتاجونه فنساهم في توفيره لهم أو التخفيف عنهم آلامهم وبذلك نكن قد ساهمنا في قضاء حوائجهم ايٍّ كانت و المساعدة في تحسين راحتهم النفسية والاجتماعية.
‏إن إذا وصفنا أحدهم بالحساسية الزائدة وذلك غالباً يكون حين تجرحنا كلمة أو يسيؤنا تصرف معين ، لا نشعر بالخجل أو بالذنب كوننا نتصرف كالاطفال ، بل بالعكس قد يكون الفرد حساسا لكنه يعرف كيف يوجه هذه الحساسية الاتجاه الصحيح ويعرف كيف يضعها في مكانها المناسب لها.
‏اذن لا عيب أن نكون حساسين بل بالعكس ، ولكن العيب أن  نتركها توجهنا الاتجاه الخاطيء من سوء فهم للآخرين أو لحديثهم ، أو الشعور بالاحباط ومن ثم الحزن أو حتى الاكتئاب كردة فعل.
‏د. نبيله شهاب
‏⁦‪@ns_sunshine4‬⁩

عدد الزيارات : 3168 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق