إعادة إعمار العراق .. من الكويت

يعيش الي جانبنا في هذا العالم ملايين من البشر ودولة الكويت منذ استقلالها وربما قبل ذلك اعتبرت ذلك المفهوم هو نهجها ليس لأنها دولة صغيرة ولكن لان حكامها وقادتها يؤمنون بان استمرار الانسان على هذا الكوكب مرتبط بالتعايش السلمي بين البشر، وعندما يمنح الانسان أخيه الانسان الفرصة للعيش الكريم بسلام سوف ينعكس ذلك عليه إيجابا، فوجود الأصدقاء من حولنا أفضل بكثير من وجود الأعداء.

ان الكويت اليوم تقدم للعالم من مشرقة الي مغربه الدروس والعبر وتصنع الصفحات البيضاء في كتب التاريخ من خلال دعمها اللامحدود للإنسانية، وها هي اليوم تحتضن مؤتمر إعادة اعمار العراق وهو الذي تسبب في دمار الكويت في حقبة زمنية ماضية عندما كان يقودها الرئيس المقبور "جزار الشرق الأوسط"، الا ان القيادة الحكيمة لهذا البلد طوت تلك الصفحة، واستطاعت بحمد الله ان تتجاوز تلك المرحلة بتكاتف أبنائها من حولها وأن تعمل على قيادة جهود السلام والإعمار في المنطقة.

ان الرؤية التي يمتلكها حضرة صاحب السمو حفظة الله ورعاه الشيخ صباح الأحمد الصباح امير دولة الكويت هي رؤية سياسية بعيدة المدي لا يمتلكها الا خبير سياسي من الطراز الفريد، فاستقرار العراق وعودته معافى اقتصاديا وسياسيا سيلقي بظلاله على المنطقة بالخير بشكل عام والكويت بوابة الشمال بشكل خاص.

ان الظروف المحيطة بمنطقة الشرق الأوسط تجعلنا نقف مع الشعب العراقي وحكومته قلبا وقالبا فالجار القوي ذو القيادة الحكيمة والمستقر أفضل بكثير من وجود دولة تفتك بها الانقسامات والحروب وعرضه لكل من هب ودب ليسيطر عليها.

لقد عاصرنا خلال السنوات القليلة الماضية فترة عدم الاستقرار السياسي في العراق ووجود الدواعش، وعشنا القلق والتهديدات اليومية للكويت، ان الحكيم والقائد الفذّ لبلد الإنسانية يجيد قراءة المتغيرات في المنطقة، ويعلم بان إعادة اعمار العراق سوف ينعكس إيجابا علي الكويت، وقد لا نختلف بان الكويت قد عانت لسنوات من الغزو العراقي الغاشم، ولكن جاء اليوم الذي نجتاز فيه تلك المرحلة فعراق اليوم ليس كعراق الامس، والظروف تغيرت كثيرا بعد رحيل الطاغية .. ولنا في تاريخ الدول الأوروبية خير مثال، وكيف كانت تفتك الحروب والمنازعات في تلك المنطقة ويأكل القوى الضعيف، وكيف عانت من ويلات الحروب، ولكنها استطاعت ان تتجاوز تلك المرحلة لتمثل كتلة اقتصادية سياسية عالمية متينة تمنحها القدرة على التفاوض مجتمعة، وذلك ما يجب ان نتعلم منه ونسعى اليه ككيان إقليمي عربي ونعيد للدول العربية قوتها، ويجب ان نعود كما كنا " أمة واحدة من الخليج الى المحيط"...