> مقالات

بطل الجابرية .. قبازرد بقلم / خليل العريان

كتب : خليل العريان |
بطل الجابرية .. قبازرد   بقلم / خليل العريان

يعجز القلم أحيانا عن السير علي الورقة ويرفض الكتابة عن قصص الابطال والنجوم الذين تتلألأ بهم سماء الوطن وتدمع العين حينما تسمع وتقرأ قصصهم لأننا بإختصار لا نستطيع الكتابة عن الشمس المشرقة المنيرة ..
في مثل هذه الأيام كان الوطن مجروح والقلب يدمي والانفاس محبوسة .. وكانت الحرب والصواريخ تزلزل الأرض والسماء السوداء حولت النهار لظلام والقلوب تحترق مع لهيب النار الصاعد للسماء من الآبار .. منح الله سبحانة اللؤلؤة جمالاً فطمع بها اللصوص، فالأرض مليئة بالخير والشعب طيب ومتسامح وسعيد إلا أن اللصوص طمعوا بما ليس لهم  فغزوها ...
وفي هذه الأيام نتذكر ونستذكر البطولات التي قدمها أبناء الكويت واتمني ان يعذرني اهل الشهداء لذكر بعض التفاصيل الموجعه لقلوبهم والتي تصف بطولات أبنائهم ومعاناتهم دفاعاً عن هذه الأرض وعذري أن الكتابة تجعل الشباب والاجيال القادمة تعرف كيف صنعت التضحيات "حرية الوطن"....
عاد "بطل الجابرية" من الخارج متخفي بهيئة مزارع بسيط، واجتاز الحدود ودخل الأرض التي اغتصبها الغزاة وعاثوا بها فساداً وتدميراً، وفي اول يوم لوصوله التقى باصدقاءه من افراد المقاومة وتزعمهم في الدفاع والذود عن وطنة، مستخدماً سيارته الرياضية السريعة والدراجه النارية في اطلاق النار علي الجنود وإصابتهم وقتلهم وقاد الكثير من عمليات المقاومة الشجاعة التي أصابت العدو بالأرق من بسالة المقاومة الوطنية ..
ولكن كانت عيون الخونة في المرصاد، واستطاعوا الوصول الي سكنه الملغم بالاسلحه والقنابل التي يستخدمها، ليتم اعتقاله والزج به في المعتقل وتعذيبة والتنكيل به، ومارسوا ضده اشد أنواع التعذيب الذي يجعل الحجر ينطق الا انه بقى يقاومهم، وعذبوه بوحشيه الا انه بقى كما عهده الجميع " بطل الجابرية"، وكانت النهاية لقصة البطل أمام منزله حيث أطلقوا عليه النار وتركوه ليروى أرض الكويت والجابرية بدمائه الطاهرة الزكية ورحل الى جنات الخلد مخلدا اسمه في التاريخ بعنوان "بطل الجابرية" الشهيد أحمد قبازرد .
لقد كانت الكويت تعيش في قلوب أبنائها الذين عشقوها منذ نعومة اظافرهم وعشقوا آل الصباح، وجمعتهم بهم العلاقة الأخوية، ولم تكن العلاقه التى تجمعهم علاقة حاكم بمحكوم أو سلطة بالشعب، ولكنها كانت علاقة الأب بابناءه، والأخ بإخوانه.
ان الكويت وشعبها واهلها لم ينظروا يوما ما للفروقات التي تجعل البشر مختلفين سواء كانت اللون او الدين او المذهب أو العقيدة أو غيرها ولكنهم عرفوا ان من يسكن بجانبهم هو اخوهم وجارهم، ولقد كانت الخليه السريه للمقاومة الوطنية التي تزعمها قبازرد تحوي جميع اطياف المجتمع الكويتي ولَم تحوي فئه دون اخرى وكذلك سرايا المقاومة الكويتية التى انشأت اثناء الغزو، وإذا أردنا اليوم أن نعيد بناء وطن النهار من جديد، لابد ان نتجاوز عن اختلافاتنا ونعيش جنبا الي جنب مع اخواننا يجمعنا الوطن ولا تفرقنا المصالح ..
وندعو الباري عز وجل ان يغفر ويرحم جميع الشهداء الذين سقوا ارض الكويت من دمائهم الطاهرة وان يلهم اهلهم وذويهم الصبر والسلوان وكل عام والوطن والاسرة الحاكمة والشعب الكويتي وكل من يعيش علي ارض الوطن بخير...

خليل العريان
21/2/2018

عدد الزيارات : 2082 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق