> فن وثقافة

«سرب الحمام».. ملحمة وطنية إنسانية


«سرب الحمام».. ملحمة وطنية إنسانية

ملحمة سينمائية وطنية جديدة واعدة أطلقتها الشيخة انتصار سالم العلي الصباح، رئيسة ومؤسسة شركة دار اللؤلؤة يوم أمس الأول، خلال العرض الأول لفيلم «سرب الحمام»، وبقيادة الفرقة السينمائية الأولى، وجاءت متزامنة مع احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية، ومع افتتاح قاعة السينما في مركز جابر الأحمد الثقافي، بحضور حشد من الشخصيات البارزة بينهم الشيخات: عايدة سالم العلي، فاطمة الصباح، رابعة الصباح، واعتدال العيار، سعاد عبدالله، داود حسين، زهرة الخرجي، جمال الردهان، يوسف وبشار الشطي وآخرون.

انطلق الحفل، الذي قدم فقراته المذيع عبدالرحمن الدين بكلمة المخرج رمضان خسروه الذي بين ان «سرب الحمام» ستنطلق عروضه بدءا من اليوم الخميس في «سينسكيب»، معتبرا أنها انطلاقة لصناعة كويتية شبابية واعدة، ولافتا إلى دعم الشيخة انتصار سالم العلي الصباح المتواصل لدفع عجلة السينما، ومعبرا عن الاعتزاز لكونه يقدم الفيلم الثالث له الذي يوثق للأجيال الحالية والقادمة الملحمة الوطنية.
مناخ خصب 
الشيخة انتصار سالم العلي الصباح قالت انها تشعر بالسعادة اليوم بتقديم أول فيلم كويتي طويل بعد 28 عاما من الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت، مؤكدة أن تلك التجربة نفذت بكل حرفية، حيث تسجل وتوثق البطولات الشبابية الكويتية عبر سياق درامي مشوق، وألقت سحر العقاب مديرة مركز جابر الاحمد الثقافي كلمة بهذه المناسبة.
محاكاة وطنية 
من ثم انطلق عرض «سرب الحمام»، وهو عمل وطني بامتياز يحاكي ما سطره أبناء الكويت إبان الاحتلال العراقي الغاشم من بطولات وتضحيات ستظل خالدة في الأذهان والتاريخ، لكن اللافت أن العمل سلك الطابع الإنساني في إبراز قيم التسامح والطيبة والحب التي جبل عليها أهل الكويت، والعلاقة الأخوية الوثيقة بين الشعبين الكويتي والعراقي رغم الماضي والجروح، حيث قدم صورا من تعاطف المقاومة الكويتية مع الجنود العراقيين الذين احتلوا الكويت رغما عنهم، ومن ناحية دواع إنسانية بحتة.
الوحدة الوطنية 
وأوضح الفيلم أيضا أن الكويت سطرت إبان الاحتلال البغيض أسمى وأروع صور الوحدة الوطنية بين الطوائف كافة، حيث أظهر أحد مشاهد الفيلم السنة والشيعة يصلّون معا، إلى جانب تقديم نماذج مشرفة في المقاومة والتضحية والفداء من أجل أن يظل علم الكويت عاليا، والتجربة نراها مهمة للأجيال الحالية لكي يشاهدوها ويتعلموا منها دروس الوفاء وحب الوطن، فالفيلم يعتبر غرسا وطنيا تربويا مثمرا.
معركة المقاومة 
للوهلة الأولى، رأينا في مستهل مشاهد الفيلم، الأم (ضيفة الشرف الفنانة فاطمة الصفي) تتحدث الى طفلها، متطرقة إلى تضحيات جده الضابط الكويتي «ابوسامي» الذي يجسد دوره الفنان داود حسين، حيث تعيد شريط الذاكرة إلى الوراء سنوات إلى الأيام الأخيرة من عمر الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت، وقبيل تحريرها بأيام وجيزة، حيث تدور معركة المقاومة الكويتية التي يقودها «أبوسامي» مع مجموعة من الشباب الكويتي، حيث يتحصنون في أحد البيوت لردع جنود الطاغية، والدفاع والاستبسال عن بلدهم.
معايشة حقيقية 
الأداء التمثيلي للفنان داود حسين كان مغايرا ومختلفا تماما عن تجاربه السابقة، حيث لمسنا معايشة حقيقية للدور والاحداث، والتلون بين المشهد والآخر، فقدم حسين شخصية تراجيدية بامتياز حاكت كيفية التعامل مع جنود الاحتلال والدفاع عن الوطن بمساعدة مجموعة من شباب المقاومة، التي جسدها الممثلون جمال الردهان، بشار الشطي، أحمد إيراج، عبدالناصر الزاير، فهد العبدالمحسن، بدر الشعيبي، يوسف الحشاش، عبدالمحسن العمر، رسول الصغير وغيرهم.
رؤية إخراجية 
المخرج رمضان خسروه بعد تلك التجربة أصبح أكثر نضجا من تجاربه السابقة، رغم تحقيقها نجاحا وانتشارا عربيا ودوليا، لكن في «سرب الحمام» استطاع خسروه أن يقدم رؤية سينمائية بصرية متقنة، معتمدا على نص ثري مملوء بالطرح الوطني والإنساني، إلى جانب تقديم نماذج من المقاومة الكويتية في وجه جيش النظام العراقي المحتل، فكانت المشاهد معبرة وأحيانا تحبس الأنفاس والتشويق من ناحية استخدام الأسلحة والرصاص والدبابات وصور الدماء والتضحية، كما طرح صورا مشرفة في الوحدة الوطنية بين الكويتيين أثناء الاحتلال من خلال مشهد يؤم فيه السني ويصلي خلفه الشيعي.
كذلك استخدم خسروه في الفيلم الحمام ذا اللون الأبيض الذي يدل على طيبة قلوب أهل الكويت وبياض أفعالهم، لكنهم في الشدة يدافعون عن بلدهم بكل تضحية وفداء، كذلك جسد خسروه دور جندي عراقي بكل اقتدار وقدم صورته البريئة، حيث أجبره النظام البائد على الدخول الى الكويت، ونرى أن خسروه مشروع مخرج سينمائي كويتي طموح وواعد، إن استمر دعمه فسوف يحقق قفزة في صناعة السينما الكويتية.
مشاهد حية 
ومن الناحية الفنية، كان هناك تكامل في عنصري الرؤية البصرية والصوتية، إضافة إلى أن الإضاءة لعبت دورا في تصوير المشاهد كأنها حية في المنزل الذي تحصن فيه شباب المقاومة الكويتية، والذي تعرض إلى سيطرة قوات جيش النظام العراقي الغاشم عليه بعد مقاومة باسلة، واللافت أن صوت الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر كان حاضرا في نهاية الفيلم من خلال أغنية وطنية جسدت الحب للوطن، والتي صاغ كلماتها رمضان خسروه، ولحنها بشار الشطي.

سعاد عبدالله: تجربة سينمائية شبابية واعدة

علقت الفنانة سعاد عبدالله على الفيلم قائلة «بلا شك ان تجارب الكويت السينمائية في المنطقة كانت لها الريادة السينمائية، وهي من أوليات الدول التي قدمت التجربة السينمائية من خلال أعمال متقنة ومدروسة، وقد شاركت في مهرجانات وانتشرت انتشارا كبيرا خصوصا في مرحلتي الستينات والسبعينات، ولدي أمل كبير في مواصلة الجيل الحالي أعمالهم ونشاطهم وحماسهم، وأعتبر أن فيلم (سرب الحمام) تجربة سينمائية شبابية واعدة نحو مستقبل سينمائي كويتي طموح».


عدد الزيارات : 1317 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق