> مقالات

الاستعمار الناعم وسرقة الألماس .. بقلم / خليل العريان

كتب : خليل العريان |
الاستعمار الناعم وسرقة الألماس ..  بقلم / خليل العريان


في بداية القرن الخامس عشر ميلادي توصل الأفارقة لحل لغز الطبيعة القاسية في القارة السمراء، وأستطاعوا التعامل معها بطريقة ممتازة وان كانت بدائية لكنهم نجحوا في تحويل الأراضي الشاسعة والصحراء القاحلة الى مسطحات واسعة من اللون الأخضر.
كانت القارة الافريقية من أغني القارات في العالم سواء بما تملك من ثروات طبيعية أو امكانيات بشرية .. ففيها الأراضي الشاسعة والمعادن والثروات الطبيعية والانهار، وتعتبر أفريقيا كنز من الألماس حيث يوجد فيها أكبر مناجم الألماس وتصدر ما يعادل 90 % من الألماس الموجود في العالم.
وبإسم الديمقراطية والتطور والمدنية تغلغل الاستعمار لقارة أفريقيا وهناك اليوم 14 دولة أفريقية تدفع الضرائب لفرنسا، ولا أحد يعرف السبب لذلك ولكن فقط مطلوب منها ان تدفع، بالإضافة الى جزر ومناطق لازالت تخضع لسيطرة فرنسا وبريطانيا وغيرها، تحت مفهوم انها حررتها من ماذا لا احد يعرف ولكن المهم انها تحررت ولابد أن تدفع الضرائب.
يظن البعض ان افريقيا قارة يسكنها انصاف البشر والهمج واكلوا لحوم البشر، ولقد شبهوها بالطفل المعاق الذي بحاجة دائمة الي من يعتني به ويساعده على العيش في هذه الحياة، وذلك هو الاستعمار الناعم الذي يسرق خيرات البلاد ومواردها الطبيعية ويحولها الي اطلال يعاني شعبها من الفقر والجهل والضياع والامراض باسم الديمقراطية والتنمية ..
ان ما جعلني ابحث في ذلك الموضوع هو وثيقة اطلعت عليها ونشرت في مواقع التواصل الاجتماعي بان الصومال قد قامت قبل ما يقارب من مائة عام بتقديم مساعدات للجزيرة العربية التي كانت تعاني في ذلك الوقت من مجاعة، وسبحان مغير الأحوال من حال الى حال حيث أصبحت القارة السمراء هي من تعاني من المجاعة والفقر بعد أن نهبها اللصوص، وسرقوا حتى شبابها وأخذوهم عبيد لأوروبا وامريكا.
وبنظرة سريعة للوضع الحالي في الشرق الأوسط نجد ان المستعمرين ومنذ ظهور النفط وضعوا الخطط ، للنهب والسلب وبالقانون وامام أعيننا، فأموالنا تتحول لهم سواء رضينا أم لم نرضى فنحن شعوب نشتري كل شيء من الابرة الي الصاروخ، والولايات المتحدة وحلفائها تتبع اليوم سياسة حكيمة في نهب ثروات المنطقة باسم الاستقرار والدفاع عن الحريات والديمقراطية وامن الشعوب، وعلى سبيل المثال نتساءل كم كلف المقبور طاغية الشرق الأوسط حاكم بغداد ميزانيات دول المنطقة منذ قدومه الي السلطة وحتي رحيلة من مليارات، وقامت الدول الشرق اوسطيه وغيرها بسدادها، واليوم يعاد عرض ذات الفيلم الذي تم تمثيله ولكن مع اختلاف البطل حيث ندفع المليارات أيضا فقط ليرحل بشار الأسد ..
فهل يكون الشرق الأوسط بعد سنوات نسخة مكررة تشبه ما حدث في القارة السوداء وتخضع دولنا للتاج البريطاني او الفرنسي او الامريكي ؟؟


خليل العريان

عدد الزيارات : 1368 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق