> مقالات

واعلي الدنيا السلامة

كتب : خليل العريان |
واعلي الدنيا السلامة

كان الفن الكويتي في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي قد وصل القمة، وكان العمالقة أمثال عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج والنفيسي وغانم الصالح وغيرهم من ذلك الجيل يقدمون الاعمال المسرحية والتليفزيونية المميزة، وعبر الفن الكويتي المحيطات لمعظم دول العالم ليكون خير رسالة عن ما وصلت له الكويت من نهضة وتطور.

وفي العام 1987 وقفت العملاقتين سعاد عبدالله وحياة الفهد الى جانب المرحوم على المفيدي ومريم غضبان وغيرهم في مسلسل جميل كان بعنوان "على الدنيا السلام" والذي كان من تأليف طارق عثمان وإخراج حمدي فريد.

كانت قصة المسلسل عن "عم" أراد ان يستولي علي تركة بنات أخيه "محظوظة ومبروكة" من خلال إدخالهم لمستشفى الطب النفسي بحجة أنهم مجانين، وعلي الرغم من ان المسلسل قدم في اطار كوميدي الا انه حمل الكثير من الدروس والعبر عن صعوبة هذه الحياه وتغير القيم والمفاهيم، في زمن أصبحت فيه المادة والنقود اهم من العلاقات الاسرية، والدرس القاسي الذي جاء في نهاية المسلسل عندما هربت الشقيقتان من المجتمع، وعادوا الى مستشفى المجانين واقفلوا الباب عليهم، لإيصال رسالة بان العالم الخارجي والذي نعيش به هو المجنون، حيث باع الكثيرون مبادئهم من أجل حفنة من الدنانير.

ان ذلك الفن الراقي كانت له نظرة بعيدة ويحذر من زمن قادم، وهو للأسف الزمن الذي نعيشه اليوم، زمن الفردية والمصالح، والكل أو الغالبية يبحث عن مصلحته، ومستعد للتضحية في صلة الدم والرحم من أجلها، فالكثيرين يعيشون حياتهم منفردين ولديهم الاستعداد للاستغناء عن الجميع من أجل مصالحهم الشخصية، وذلك ليس على مستوي العلاقات الاجتماعية والاسرية فقط، ولكن هناك أيضا من باع وطنه من اجل حفنة من الدولارات، ويتنزه في حديقة الهايد بارك رافع الرأس ويدخن السيجار وفي الحقيقة التي يجهلها أنه أصبح بلا وطن ومشرد في شوارع لندن.

 نحن على بعد أيام قليلة من شهر رمضان المبارك إعادة الله علينا وعلى جميع المسلمين بالخير واليمن والبركات ونصيحة أقدمها لنفسي قبل الجميع، تواصلوا مع اخوانكم وجيرانكم واحباءكم وانبذوا عنكم الخلافات الشخصية البسيطة واتركوا عنكم النزاعات، إن صله الدم والقربى هي الأهم من أي شيء اخر، فالأموال تأتي وتذهب ويبقي الخير ..

هذا الزمان .. لغتنا صارت بالرموز .. هذا الزمان .. الظلم يسبقنا ويفوز

وان جيت تحجي أو ترد قاطعوك .. لا لا لا ما يجوز ..

أصبح الحق اتهام ... والحقيقة انتقام ..

الابن ينسى أبوه .. والاخو يظلم أخوه ..

واعلى الدنيا السلام .. وهذا أخر الكلام .. وسلام


عدد الزيارات : 1962 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق