> مقالات

كلينتون ولوينسكي ....ترمب ودانيلز !!! بقلم /ليما الملا

كتب : ليما الملا |
كلينتون ولوينسكي ....ترمب ودانيلز !!! بقلم /ليما الملا


في الوقت الذي ما زالت مطالبات دونالد ترمب بحبس منافسته في الانتخابات السابقة هيلاري كلينتون قائمة ،  يبدو ان الرئيس الامريكي الحالي سيضطر لللجوء الى تكتيكات زوجها بيل كلينتون الرئيس السابق للولايات المتحدة للخروج من المشاكل المتواصلة التي تعصف حاليا على البيت الأبيض ...
ففي منتصف التسعينات  من القرن الماضي، كان بيل كلينتون تحت التحريات من قبل المحقق المستقل كينيث ستار لوجود شبهات لتورط الرئيس الامريكي في عدة قضايا مثل تهريب المخدرات وغسيل الاموال وغيرها من التهم اللاخلاقية عندما كان حاكماً لولاية اركنسو. وفيما كان المحقق ستار قريب جدا من توجيه التهم للرئيس الامريكي لوجود ادلة دامغة بين يديه ضد كلينتون، ظهرت براعة مستشاري كلينتون عندما ركزوا أنظار وسائل الاعلام نحو إحدى التهم وهي قضية مونيكا لوينسكي    - المتدربة في البيت الابيض وقتها - وعلاقتها بالرئيس كلينتون،  لينشغل العالم بعدها بتفاصيل القضية - التي أدرجها ستار كأقل التهم أهمية -  مثل الفستان الذي لم يتم غسيله لمدة طويلة والسيجار الذي كان كلينتون يدخنه في المكتب البيضاوي وأمور أخرى جانبية وغير هامة  شغلت العالم عن التهم الأخرى الأكثر أهمية والكافية للإطاحة بالرئيس كلينتون !!!
وبعد عقدين من وقوع تلك الحادثة، يتكرر المشهد نفسه بمواجهة الرئيس الحالي دونالد ترمب تهم من قبل المحقق روبرت مولر مثل التعاون مع روسيا،  وغسيل أموال ، واستغلال الرئاسة للأرباح الشخصية، والتصدي للعدالة ....الخ ...
وعلى ما يبدو ان مولر بدأ بالإقتراب اكثر فاكثر من توجيه التهم الى ترمب،  لتخرج لنا الأن قصة ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز التي كانت على علاقة بترمب ولديها صور ورسائل نصية وصلتها منه اثناء علاقتهما معا التي حاول ترمب طمسها بدفعه مبلغ 130 الف دولار لدانيلز عبر محاميه.
ومن الواضح للأشخاص الذين لا يعانون من قصر الذاكرة ان إدارة ترمب تحاول نسخ ما فعلته إدارة كلينتون عندما واجهت تهماً كبيرة بتوجيه الأنظار نحو أقل التهم أهمية وفي الوقت ذاته الأكثر إثارة لعامة الناس، ولكن ما لا يدركه صناع القرار في البيت الابيض الحالي ان الظروف قبل 20 عاما قد اختلفت ، والقوانين تغيرت،  والعقول تنورت ...والأهم ان التاريخ لا يعيد نفسه ...فهناك حوادث متشابهه قد تعطي انطباع بإعادة التاريخ لنفسه ولكن المحصلة النهائية بالتأكيد لن تكون نفسها ...فكلينتون نجا من  تهم في قضايا تهريب مخدرات وغسيل اموال واستغلال نفوذه بشكل غير قانوني،  وكل ما فعله انه قدم اعتذار عن فعلته اللأخلاقية في المكتب البيضاوي مع لوينسكي،  ليغفر له بعدها الشعب الامريكي خطئه دون النظر الى التهم الاخري !!!!....
وفي حالة ترمب لا اعتقد ان المشهد في حال حدوثه سيكون مشابهاً لان كلينتون سياسي ذكي ومحنك وماكر ويختار كلاماته بدقه، اما ترمب فاذا كانت السنوات الماضية ستعطينا دليل على مؤشر ذكائه وحنكته واختياره لمفرداته، فبمجرد وقوفه امام لجان الكونغرس ستكون هناك ( مذبحة ) امريكية مثل التي ذكرها ترمب في خطابه الاول كرئيس للولايات المتحدة !!

ليما الملا

عدد الزيارات : 2091 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق