> مقالات

محكمة الفريج

كتب : خليل العريان |
محكمة الفريج

عندما انطلق البث الرسمي لتليفزيون دولة الكويت في بداية الستينات بقيادة رواد الفن الكويتي والمؤسسين للحركة الفنية أمثال عبد الحسين عبد الرضا وخالد النفيسي وعلي المفيدي وغانم الصالح وسعد الفرج ومريم الغضبان ومريم الصالح وغيرهم بمسلسل كوميدي من حلقتين "كما قرأت" عرف باسم "محكمة الفريج" وكان ذلك المسلسل يجسد القضاء بالكويت القديمة حيث كان يجلس القاضي في "الفريج" ويحضر امامه المتخاصمين ويفصل بينهم بعد الاستماع لهم فورا حسب الشريعة الإسلامية والأعراف السائدة والقيم والمبادئ الموجودة بين افراد المجتمع في ذلك الزمان.

إن القضاء هي الجهة التي اتفق الجميع علي احترام حكمها والمخولة بالفصل بين المتخاصمين، وللأسف أصبحت المحاكم اليوم مزدحمة بالآف القضايا سواء كانت أحوال شخصية أو تجارية أو جنائية أو غيرها، وأصبحت الدولة بحاجة الى عدد كبير من القضاة ووكلاء النيابة بالإضافة الى المباني الضخمة وجيش من الموظفين لمتابعة الفصل في القضايا الكثيرة في فترة قياسية لدولة صغيرة في تعداد سكانها.

ولقد أطلق وزير العدل الأسبق الأستاذ يعقوب الصانع شعار العدالة الناجزة ويقصد بها العدالة السريعة، ونحن بحاجة الي إعادة "مفهوم محكمة الفريج" للتطبيق حيث من غير المعقول ان تأخذ بعض القضايا سواء الاحوال الشخصية أو الجنح أو القضايا التجارية والعمالية وغيرها سنوات طويلة في المحاكم تضيع بها حقوق الافراد بسبب بطيء إجراءات التقاضي، ان العدالة الناجزة هي الطريق لنشر وتحقيق العدالة من خلال محاكم صغيرة تفصل في القضايا البسيطة سريعا وتحافظ على حقوق المتخاصمين من الضياع.

إن القضاء ملاذنا الامن ولكن لنحاول ان " نوسع الصدر" قليلا و "نطول البال" لكي لا نقضي سنوات طويلة في المحاكم بسبب خلاف بسيط، ولنتجاوز الزلات والاخطاء ولننشر روح التسامح بين البشر، فالحروب العالمية التي تعلن بين الأزواج على سبيل المثال بسبب خلافات بسيطة تتفاقم وتؤدي الى نهاية اسرة كانت سعيدة ويتشتت أبنائها، وأصبح أحد الوالدين بحاجة الى حكم المحكمة لرؤية أبنائه .. وبعد كل ذلك نتوقع أن يكون لدينا مجتمع مترابط والاسر فيه مفككه؟

لقد انتشرت اليوم بين غالبية أفراد المجتمع مشاعر الضغينة والكراهية سواء بين المواطنين او الوافدين علي اختلاف توجهاتهم واعمارهم ومستوياتهم الثقافية والعلمية، واصبح الكثيرون لا يوجد لديهم الاستعداد للتنازل قيد انملة عن أبسط خلاف كان في الإمكان حله او اللجوء والسماح من اللذين يقبل رايهم ومشورتهم بتدخل سلمي من أصحاب الرأي والمشورة من الاقرباء والأصدقاء .. 



عدد الزيارات : 6849 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق