في معتقل .. الواتس اب

يحمل تقريبا الجميع ومن مختلف الاعمار والفئات سواء من الصغار او الشباب او كبار السن بين أيديهم هاتف ذكي، وافادت إحصائية قامت بها وزارة الشباب والرياضة علي ان برنامج الواتس اب هو الاكثر انتشاراً واستخداماً في دولة الكويت، فذلك البرنامج يستخدمه الغالبية من المواطنين والمقيميين، ويتيح ذلك البرنامج لمستخدميه ارسال الرسائل والصور ومقاطع الفيديو الي العديد من الأشخاص في أي مكان في العالم ب "كبسة زر"، واصبح برنامج الواتس اب ذو تأثير مباشر في أسلوب حياتنا، ويشاركنا في جميع المناسبات الاجتماعية تبدأ من "صباح الخير" الي "جمعة مباركة" مرورا بالأعياد والمناسبات الوطنية، وأصبحت مكالمات الفيديو تعبر القارات والحدود دون جواز سفر أو فيزا وتتيح للجميع مشاهدة اقربائهم واحبائهم أينما كانوا في العالم.

لقد أخترع الإنسان المسدس لحمايته من الحيوانات المفترسة ولكن البعض استخدمه للقتل، وذلك هو حال أي اختراع او برنامج او نظام، حيث يجب الاستفادة منه بالشكل الأمثل وليس خلاف ذلك، ومن خلال الاسطر والكلمات التي اضعها جنبا الي جنب انصح نفسي والجميع " بعدم ادمان الواتس اب " أو أي برنامج فالإدمان ليس فقط للمخدرات والمشروبات الكحولية بل ينطبق علي كل ما لا نستطيع الاستغناء عنه، ويجب ان لا نكون سجناء في معتقل الواتس اب، ونعيد ترتيب أولويات حياتنا، ولا نقع أسرى في أيدي من يتحكم بنا، مما يجعل مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها اكثر أهمية من أمور اخرى في حياتنا، ونعيد للأذهان كيف استطاع "البعض" استغلال الشباب في الربيع العربي ودعوتهم للتظاهر والخروج في مظاهرات والانقلاب على النظام بواسطة تلك البرامج ..

ربما أكون متشائم ولكن هناك احتمال ان ما أفكر به من خطورة مواقع التواصل صحيح، فالكثيرين وللأسف ينشرون اسرار بيوتهم وغرف نومهم وخصوصياتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ويجب الحذر ثم الحذر من هدم اسوار المنازل التي تستر ما يدور داخلها، وأيضا تصدرت تلك الهواتف الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي قائمة أسباب وفيات حوادث السيارات في منطقة الخليج بسبب انشغال قائدي المركبات بها.

إن مواقع التواصل نظام يجعل الحياة جميلة اذا تم استخدامه بالشكل الأمثل وبالإمكان ان يحول الحياة الي جحيم اذا أسئ استخدامه .. لنجعل دفة القيادة والريموت كونترول في أيدينا لنقرر مصيرنا ونسعد بحياتنا، اما إذا تركنا القيادة للغير ويسيطر علينا وأدمنا الواتس اب فستكون النتائج وخيمة.