> مقالات

طريق المعارضة "الكويتية" مغلق ..

كتب : خليل العريان |
طريق المعارضة

المعارضة السياسية عبارة عن مصطلح كثير التداول في أيامنا هذه، واصبح رداء فاخر يرتديه الساسة، ونشاهدهم يجعجعون ويرفعون الاصوات ليوهموا الناس بانهم معارضة .. ولكن !!
ان مصطلح المعارضة يطلق عادةً على الحزب الذي يكون خارج الحكومة، في أي دولة ديمقراطية يكون بها أحزاب عندما يكون الحزب الديمقراطي هو الحاكم، فمن الطبيعي أن يكون الحزب الشيوعي معارض لأنه خارج الحكم، وعندما يسيطر احد الاحزاب علي البرلمان ويشكل الحكومة يصبح الحزب الذي خارج الحكومة "معارضة" ..
في الكويت لا يوجد لدينا أحزاب لان اهل الكويت منذ نشأتها اتفقوا علي ان يحكمهم " ال الصباح الكرام" وبذلك تعتبر هي الحزب الحاكم على مدى العصور ولا يفكر اي مواطن للحظة ان يغير ذلك، وبما ان الشعب بجميع اطيافه وافراده متفق علي ذلك ولا يطالب بتغيرهم، وعليه فإن الحزب الحاكم في الكويت لن يتغيير ولن يسمح اي مواطن بتغيره ..
وفي عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم منحت تلك الاسرة الكريمة الشعب المشاركة في إدارة شئون البلاد من خلال اختيار من يمثلهم ليكون عضو في "مجلس الامة"وهي السلطة التشريعية المكلفة بدور رقابي وتشريعي يساهم في مراقبة الاداء الحكومي والمحافظة على مقدرات الدولة، ولقد اشارت المادة 80 من الدستور الى اعتبار الوزراء اعضاء في المجلس يصوتون على قراراته ويشاركون في جلساته كما اشترطت ان يكون احد أعضاء المجلس وزير منتخب على اقل تقدير ليؤكد تلك النظرية والفكرة .. فكيف يدعي البعض بانهم "معارضة" والدستور يجعله مشارك في الحكومة والسلطة التنفيذية .. مع ملاحظة ان الاستجوابات للوزاراء لا تخرج عن اطار المسائله السياسية ..
عندما نفهم النظام الديمقراطي الفريد من نوعه في الكويت ونعمل به سوف نستطيع تنمية وطننا واختيار من يمثلنا الاختيار الصحيح ويجب علي الجميع نزع رداء المعارضة المصطنعة والعمل علي وضع اليه وبرنامج عمل ومشاريع بقوانين جديدة تعالج القصور التشريعي الموجود لدينا والذي نعاني منه، ولكي نستدل علي ما ذكرت فاننا نلاحظ بان الكثيرين ممن رفعوا شعار انهم"معارضة" تغير حالهم عند دخولهم المجلس وذلك التغير ليس بسبب تغير مبادئهم، ولكن لان نظام الحكم في الكويت مختلف عن ما سواه من الانظمة الديمقراطية .. ان دور السلطة التشريعية المساهمة مع السلطة التنفيذية بإدارة شئون البلاد ..
وعلي ثقة باننا عندما نفهم الأنظمة واللوائح والقوانين التي وضعت في وطننا الحبيب سنستطيع العمل وفقها وتحقيق الإنجازات من خلالها، واذا كانت بوابه المعارضة هي الطريق المفروش بالورود لكثير من السياسة لدخول مجلس الامه وربما الاسهل، فيجب علينا اليوم اغلاق ذلك الطريق لانه في النظام الديمقراطي الكويتي لا يوجد معارضة ..

عدد الزيارات : 1968 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق