> منوعات

أخيراً.. الكويتيون يهربون من بشتني


أخيراً.. الكويتيون يهربون من بشتني

على غير ما اعتاد أهل هذه المدينة السلوفاكية الصغيرة التي تنام هادئة وادعة على ضفة نهر «فاخ» الذي ينحدر من جبال تترا ويصب في نهر الدانوب الشهير، حيث يوجد الخليجيون، وبالأخص أهل الكويت فيها منذ شهر مارس وإلى شهر نوفمبر، ولكن هذا العام كان مختلفا، فلم تشهد أروقة المدينة وشارع وينتروفا الشهير وسطها وجود الكويتيين والخليجيين، ما دعا الكثير من أهلها للسؤال عن سبب اختفائهم وغيابهم هذا العام.

لم تتطلب الإجابة جهدا كبيرا ولا حلا للغز معقد، فالأمر بدا واضحا جدا.. البرد الشديد القارس أفزعهم وجعلهم يهربون منها إلى أماكن أكثر دفئا، فهناك موجة برد شديدة تجتاح أوروبا قادمة من شرق سيبيريا تسمى «الموجة الشرقية» وصلت درجة الحرارة فيها إلى – 10 في شهر مارس، الذي لم تكن الحرارة تنخفض فيه عن مستوى الصفر، واعتاد الكويتيون أن يأتوا للعلاج في بشتني في هذا الشهر هربا من زحمة الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة وأسعار الفنادق والمنتجعات.
كثير من أهل المدينة الصغيرة يسألون عن سبب غياب الخليجيين هذا العام، وربما كانوا يعرفون في قرارة أنفسهم أن البرد الشديد لا يشجع على الاستمتاع بجو المدينة الجميل، ومع ذلك كانوا يسألون دائما أين الخليجيون الذين اعتادت مقاهي المدينة ومجمعاتها التجارية ومصحاتها على وجودهم وأصواتهم العالية في المقاهي.
منذ عشر سنوات تقريبا لم تصل درجة الحرارة في بشتني في شهر مارس إلى ما دون الصفر، هكذا يقول ألكساندر موظف الاستقبال في فندق ثيرميا الشهير، ويوافقه الرأي عبدالله علي أحد العرب الذين يعيشون في المدينة منذ عشرين سنة تقريبا، ويؤيدهما لابوش سائق تاكسي يعرفه الخليجيون جيدا، وسونيا مديرة الخدمات في فندق إسبيلاندا الشهير في المدينة.. كلهم قالوا إن درجة الحرارة المتدنية هذا العام غريبة وليست معتادة، وانها جعلت الكويتيين والخليجيين بوجه عام يهربون منها على غير العادة.
شارع وينتروفا وأوبارك مول وجسر كولونادوفي للمشاة يعرفون الخليجيين جيدا، لكنهم في هذا العام افتقدوهم كثيرا، تانيا امرأة في الستين من عمرها تبيع التذكارات وثيابا خاصة بالمدينة على الجسر، تقول إنها فوجئت بعدم وجود الكويتيين الآن، لأنها اعتادت أن تلتقي بهم في هذا الشهر، لكنها تعذرهم كما قالت لأن الجو جعل أهل المدينة يختبئون في المنازل.. فما بالك بالضيوف الخليجيين الذين يقدمون من مناطق حارة ودافئة.
يتوقع أن تنخفض درجات الحرارة بداية هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يعود السياح الخليجيون إلى بشتني، وتنطلق الحياة فيها مرة أخرى كما كانت في سنوات مضت، منذ سنة 1962 عندما قدمت مجموعة خليجية إلى بشتني وكانوا ثلاثة لاعبي ألعاب قوى من نادي القادسية.


عدد الزيارات : 1548 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق