> مقالات

‏لست غبياً ..!!

كتب : د. نبيله شهاب |
‏لست غبياً ..!!

"أنا أعرف انهم يقصدون كل حرف جارح قالوه .. وأعرف أنهم حين أخرج من مكتبي يتضاحكون ويقولون "شهالغباء" لكنني أكبر من اني أنزل الى مستوى ضحالة تفكيرهم وسقامة نفوسهم ..
‏فغبائي كما يحبون أن يطلقوه على طيبتي وتواضعي هو وشاح اتشح به ويميزني عن المتعالين ذوي القلوب الجامدة ..
‏فما ذنب ذلك الرجل كبير السن الذي يؤجلون انجاز عمله فقط لانهم كسالى او لانهم يريدون ان يثبتىوا لانفسهم أهميتها وهم في الحقيقة خواء ..
‏الدعاء والتقدير والامتنان الذي أراه في عيني ذلك الانسان أو شكره لي حين أنجز له معاملته بأسرع وقت وأقوم بمساعدته لهي أجمل وأغلى مكافأة احصل عليها تنسيني انتقاداتهم السلبية" ..

‏واختتم ذلك الشاب الطيب الخلوق حديثه معي حين شكرته على أخلاقه وطيبته وتواضعه خلال قيامه بعمله.. 

‏جلست أفكر في النقلة العجيبة التي حدثت لنا كأفراد وحتى لمجتمعاتنا فبعد أن كان المجتمع بأكمله يوصف بالطيبة أصبحنا نجد الطيبين  فرادى ..

‏هل فعلا أصبحت الطيبة غباء في زمن المصالح على اختلافها ؟؟
‏وهل أصبح الناس لا يحترمون او يعطون الطيب المتواضع أهمية وقيمة كمن يتعامل معهم بشيء من التعالي والترفع على الآخرين؟؟
‏نخجل ونحن نقول نعم عند البعض للأسف!! .. 

‏الطيبة نقاء في القلوب ورقة في المشاعر وسمو في الأخلاق لأن الطيب تخلى عن سلبيات التعامل وتمسك بايجابياتها ..
‏الطيبة والعفوية كثيرا ما يقترنون معاً أو حتى يكادوا أن لا ينفصلوا .. فطبيعي أن نجد انساناً طيباً يتعامل بعفوية جمة مع جميع من حوله دون استثناء والعكس .. 
‏فلا يجب ان نخجل من طيبتنا أو عفويتنا وتواضعنا بل بالعكس يجب أن نتعامل معهم باعتزاز وثقة بالنفس و ننهل من نبعهم كل صفاتنا وسلوكياتنا.

‏المصالح والمكاسب شيء زائل مهما حصل .. ويبقى للانسان ما تركه خلفه من جميل المعشر وحلو الحديث وصدق القول ورقة القلب والطبع وتواضع يسمو بصاحبه وتسمو معه النفوس النقية الراقية .. كيف لا ونحن نراهم يتركوا وراءهم في نفوس الآخرين بسمات فرح ورضا وارتياح نفسي .. 

‏جميل لو احترمنا طيبة وعفوية الآخرين وجعلناها محل احترام وتقدير وانصفناهم بدل من أن نظلمهم وننتقص من قدرهم ونستهزأ بهم .. 

‏والأهم يجب أن لا تُستغل طيبة الآخرين وتواضعهم لاشباع غرور في النفس والوصول لغايات وأهداف شخصية ..

‏الطيبة والعفوية والتواضع يكفيهم أن صاحبهم يكون طفلاً بقلبه ونفسه .. مهما علت مكانته ورجح عقله .. ولا أجمل ولا أنقى ولا أبهى ولا أرقى من قلوب الأطفال ونفوسهم ..

‏د. نبيله شهاب
‏⁦‪@ns_sunshine4

عدد الزيارات : 3165 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق