> مقالات

من قتل العراق..؟

كتب : خليل العريان |
من قتل العراق..؟

كانت العراق من أغنى الدول في العالم، فهي دولة نفطية وزراعية وصناعية، وبها أنهار واثار تاريخية قديمة، ومراقد وعتبات مقدسة، وذات أجواء جميلة تجعلها منها أجمل المناطق السياحية، وفي منتصف القرن الماضي عبثت الأيادي الخفية فضغطت على الازرار السرية، فحولت السكون الى ثورة شعبية، غيرت فيها الملكية الى جمهورية شعبية، سرقها "جزار الشرق الأوسط" الطاغية.

عندما ثارت الشعوب العربية ضد الملكية في القرن الماضي، كانت تأمل بتغيير أنظمة الحكم الي النظام الديمقراطي وأن تبني مستقبل أوطانها لأبنائها، ولكن النتيجة أن الطغاة سرقوا أحلام الشعوب وكانوا في وادي والشعب في وادي اخر .. واستطاع اعداء الدول العربية جر العراق الي حرب الخليج الاولي مع جارتها المسلمة ايران وتصور الطاغية انها نزهه علي البحر سيعود منها بغنيمة كبيرة من الأموال والممتلكات، وتناسي ان الدول الكبيرة عندما تتصارع لا تخرج من الحروب منتصرة، فالجارين المسلمين تقاتلا حتي اصبحا كالأسد الجريح لا يهش ولا ينش .. فهولا يستطيع الصيد ويحتاج للإعتماد على غيره ليعيش ..

لقد زرت العراق قبل اندلاع الحرب الإيرانية العراقية وما يعرف بحرب الخليج الاولي بسته شهور، وكان سعر صرف الدينار العراقي بالكويت " 900 فلس "، وفي العراق كان سعر الصرف الدينار العراقي بدينار كويتي، وبعد هذه السنوات قمت بزيارة العراق لأجدها بقايا اطلال عظيمة لحضارة قديمة كانت سائدة في ذلك الزمن البعيد .. لقد اوجع قلبي منظر صور الشهداء المنتشرة في جميع شوارع العراق والطرقات ومداخل المدن والقري، فالعراق خاض ثلاث حروب، وحرب ضد "داعش" فكم عراقي قتل أو استشهد طوال الأربعين سنه الماضية؟

أشعر بالحزن علي العراق وعلي الدول الإسلامية والعربية التي هاجمها الجراد "داعش" والاعداء وحولوها الي أطلال، من يزور تلك الدول يعرف ان العدو قد امتص وشفط جميع خيراتها، ونهبها وسلبها وتركها صحراء جرداء وعلي شعبها اذا أراد الحياة ان يعيدها كما كانت بالاختيار لمسئولين وقادة يعشقون الوطن وليس كنوز الوطن ..

ولكن يبقى السؤال: من قتل العراق وليبيا وتونس وغيرها من الدول؟ 

انها باختصار "البطانة الفاسدة" والمستشارين الذين لا يجيدون سوى الرقص في مجالس الرؤساء، ولا يعرفون سوى كلمة "حاضر طال عمرك"، وأفضل ناس تصفق ومن المستحيل أن تقول كلمة "لا"... ان البطانة الفاسدة هي السبب في قتل أي شعب والقضاء علي أي دولة ونصيحة الي كل مسئول، انتبهوا لمن حولكم من المهللين والمصفقين واستغنوا عنهم واستعينوا بمن لا يجامل وبمن يعارض ويقول لكم "لا"..



عدد الزيارات : 1488 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق