تقرير إخباري: توزيع الأرباح في الجمعيات.. «يترنح»

على الرغم من حجم القوة الشرائية المتزايدة للمواطنين في الجمعيات التعاونية المساهمين فيها خلال السنوات الاخيرة، فإن هناك حجبا عن دفع نسب الارباح على المشتريات السنوية لهم في بعض الجمعيات لأسباب متفاوتة، وهو ما يطرح اكثر من تساؤل حول جدية هذه الجمعيات في الالتزام بما تعلن عنه من تحديد لنسب الارباح ومواعيد استحقاقها وتسديدها للمساهمين، الذين يضطرون الى الشراء من الاسواق المركزية القريبة من منازلهم.
ويتحدث العديد من المواطنين عن تأخر الجمعيات المساهمين فيها، بتسديد الارباح السنوية المقررة لهم قياسا بمعدلات مشترياتهم، بسبب حل مجالس الادارة احيانا، وتعرض الجمعية لخسائر مادية فادحة نتيجة لتراكمات مالية من مجالس اخرى، علاوة على كثرة المخاطبات والاعتمادات المطلوبة لميزانية الجمعية، او حتى غياب الاسباب المحددة لهذا التأخير غير المبرر في بعض الاوقات!
أمام هذا الواقع، يضطر بعض المواطنين الى اللجوء للمراكز التسويقية الخاصة والبعيدة عن منازلهم، بسبب توافر افضل العروض على الاصناف الغذائية والمنزلية وغيرها طوال العام، قياسا بما يتم عرضه بالجمعيات المساهمين فيها، وغياب حتى توزيع الارباح على مشترياتهم التي تتزايد من عام لآخر، عطفا على زيادة افراد الاسرة.

لماذا الحجب؟
الحديث هنا لا يشمل جميع الجمعيات التعاونية، فمنها من يعلن عن تحديد نسب الارباح للمساهمين، وتوزيعها بتاريخ محدد وانسيابية ودون اي تأخير، الا ان هناك جمعيات لا تعلن عن حجم الارباح ولا نسبها على مدار العام، ولا حتى عن امكانية توزيع ولو بأثر رجعي للمواطنين، وهو مايطرح تساؤلا حول مصيرها وامكانية حصول المساهم على ارباحه من عدمه، خاصة ان بعض ادارات الجمعيات تتعذر بعدم اعتماد الميزانية من قبل وزارة الشؤون؟.
فكما هو معروف بأن الجمعيات التعاونية تقوم بتوزيع الارباح على المساهمين طالما أن ميزانياتها معتمدة من قبل الوزارة، بحيث ان اي جمعية ينتهي عامها المالي، تعقد جمعيتها العمومية مباشرة لاعتماد الميزانية بعد موافقة وزارة الشؤون، وتحديد نسب الارباح ايضا، لا سيما في حال عدم وجود اي قضايا مالية على مجلس الادارة او تعثر مادي، او حتى قيام الجمعية بتنفيذ مشاريع انشائية لانشاء اسواق مركزية أو افرع تابعة للجمعية، وهذا باشتراط من الوزارة.
ويطرح المساهمون اكثر من تساؤل حول سبب عدم اعلان بعض الجمعيات التعاونية عن موعد توزيع الارباح حتى الآن، وحجبه عنهم، رغم مرور 4 شهور من العام الجاري، في حين أعلنت أكثر من جمعية عن هذه المواعيد وفي مؤتمرات وتصاريح صحافية، انطلاقا من مسؤوليتها واهدافها، وحرصا على تواصلها مع مساهميها، وتوفيرها لأفضل العروض والتنزيلات التسويقية بصورة دورية، وفقا للاستقرار المالي لها.