> مقالات

بين الفشل والتخلّف تقع وزارة التربية

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
 بين الفشل والتخلّف تقع وزارة التربية

دول متطورة ، دول متخلفة ، عالم أول وثاني وثالث .. تصنيفات تشكلت عبر التاريخ "الحديث" وتشير إلى توجّهات الدول السياسية والاقتصادية ، بين الرأس مالية والاشتراكية وما نتج عنهما من تطور صناعي وتقني .. وبين الدول التي لم تتمكن حتى من تحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد الغذائية والصناعات الخفيفة بالرغم من أنها دول غنية "نفطيًا " ، فهل تتوقعون أن هناك سبباً اكبر من فشل وتخلّف التعليم ؟!

     لم أقصد في مقدمة مقالي هذا أن أتطرّق لموضوع اقتصادي ، بل أردت أن أُشير إلى أن دول العالم الثالث ليست بالضرورة دولاً فقيرة ، بل أن مسمى ( العالم الثالث ) قد تكون له دلالات أخرى كالتخلف والجهل ، وأعتقد أنكم عرفتم أني أقصد التعليم الفاشل في الكويت والتي لم تستغل اقتصادها القوي لرفع مستوى التعليم مما أدى لتخلف الرأس المال البشري فيها ودفعها للاستعانة بالوافدين الذين بدأوا يشكلون خطرا أمنيا واقتصاديا واجتماعيا بل ونفسيا أيضاً في البلاد.

     لا يمكننا أن نغفل عن أن الفشل التعليمي في دولةٍ ما سينتج عنه بالضرورة فشل و تخلف في كل المجالات ، فالدولة العاجزة عن تعليم مواطنيها وتأهيلهم لشغل الوظائف العامة فيها لا شك أنها ستتخلف وتفشل في كل القطاعات ، حيث أن العمالة الوافدة التي تستعين فيها لن تخدمها كما يخدمها "المواطن" وهذا ما نشهده اليوم ، ضعف الأداء في جميع وزارات وقطاعات الدولة ، فما الحيلة إن كان المواطن غير مؤهل بسبب تخلف الحكومة وإهمالها !  .. ومن جهة أخرى نجد أن الوافد لا يعمل بدافع وطني بل بدافع مادي بحت قد ينتج عنه قبول الرشوة أو استغلال الوظيفة لأعمال مخالفة للقانون.

     وللأسف .. على رأس الهرم التخلفي تتربع رجعية التعليم والتي تفتقر للتخطيط الاستراتيجي والجدِّية في  علاج جذور المشاكل والقضايا التربوية التي تعج فيها أروقة الميدان التربوي .. ولذلك نجد أن وزارة التربية تتخبط في قراراتها غير المقننة وفي عدم وضع منهجية تعليمية سليمة .. حيث يتجلى لنا ذلك في فشلها في اقتناء السبورة الذكية والتابلت والفلاش ممري ومنهج الكفايات .. وما نتيجة كل ذلك إلا هدر المليارات وتراجع في مستوى الطلبة العلمي ؟ .. وهنا يجب علينا أن نعرف حقيقة المستشارين الذين تستعين بهم الوزارة لتطوّر تعليمها ولابد أن نتأكد من قواهم العقلية وإخلاصهم في خدمة الكويت . فالحكومة أخفقت باختيار المعلمين "الوافدين" ذات الكفاءة وهذا ما تثبته الإحصائيات العالمية والتي تشير إلا أن بعض الدول التي تستقطب منها الحكومة المعلمين تندرج في آخر قائمة مستوى التعليم ، هذا بالإضافة إلى أن بعض هؤلاء المعلمين يتعمدون الإخفاق في التدريس في المدارس حتى يتم الاستعانة بهم من قبل التلاميذ للدروس الخصوصية وهذه الطامة الكبرى حيث أن الحكومة تجرّم الدروس الخصوصية ومن ثم تسمح بها لمثل هؤلاء المعلمين الوافدين.

     والسؤال : إلى متى سيبقى التعليم في الكويت فاشل بسبب عدم الاهتمام بتأهيل المعلمين الوطنيين والاستمرار باختيار معلمين من دول فاشلة تعليمياً .. و إلى متى سيبقى التعليم متخلف بسبب عدم توافر خبرات وعقول قادرة على وضع منهجيات تعليمية ناجحة ؟! أيها الشعب .. تأكد من أن الـ"مرشح" الذي ستختاره ليكون لسان حالك سيهتم بالتعليم ويسعى لتطويره قبل أن تفكّر بوضع علامة صح عند أسمه ، فالتعليم هو المستقبل.


والله ولي التوفيق
عبدالعزيز ابومجداد


عدد الزيارات : 1764 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق