> مقالات

آيلتس الجامعيين ونوّاب الإبتدائي

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
آيلتس الجامعيين ونوّاب الإبتدائي

في بلدنا الديمقراطي مرّ الشعب الكويتي بتجارب انتخابية "نيابية" كثيرة ، منها انتخاب ابن الطائفة أو القبيلة ومنها التصويت للأصدقاء ثم تطوّر الأمر ليكون التصويت لمن ينجز المعاملات بعدها تحوّلت الأنظار لمن يحمل قبل اسمه حرف "دال" ثم فشلت كل هذه الاختيارات ولم يبقى إلّا طريقة واحدة هي الأفضل والأجدر لاختيار من يمّثل الشعب ويحقق طموحاته وتطلّعاته .. فما هي تلك الطريقة ؟ تابعوا معي ...

     تابعنا جميعنا مشكلة اختبار "الآيلتس" الذي طبّقه وزير التربية كشرط أساسي لابتعاث الطلبة للخارج كما تابعنا ردود الأفعال النيابية والتي ما كنت أتمنى أن أراها بسبب أنها كانت ردود أفعال سطحية ومتسرعة غاب عنها المنطق و العقل ولا ترقى لأن تكون وجهة نظر نواب تقع على عاتقهم مسؤولية تمثيل الأمة والمطالبة بحقوقها ، بل أثبتت هذه الردود أن هؤلاء النواب عاجزين عن حل أي قضية أو مشكلة يواجهها الوطن والمجتمع لأنهم غير قادرين على الوصول لأساس هذه المشاكل والقضايا وكل ما يتفوهون به ناتج عن سطحية وسذاجة فكرية ربما تكون متعمدة لمصالح شخصية . فبعض هؤلاء النواب أيّدوا اختبار الآيلتس كـ"فزعة" للحكومة والبعض الآخر رفضوه كفزعة مضادّة متذرعين بذرائع واهية وعنصرية وهذا ما شهدناه من تصريحات بعضهم كأولئك الذين اعتبروا هذا الاختبار حرب ضد القبائل .. ولا أعلم ما علاقة تطوير التعليم بالقبائل ! فهؤلاء النواب سواء كانوا مؤيدين أم معارضين للآيلتس لم ينظروا للأمر بموضوعية وما إذا كان هذا الاختبار سيخدم العملية التعليمية أم لا بل أخذوا يفندون الأمر بمزاجيتهم والتي أوصلتهم لنتائج متخلفة .

إن موطن الخلل في موضوع اختبار الآيلتس يتمثل من وجهة نظري بفشل التعليم الأساسي والثانوي والذي لم ينجح بتعليم الطلبة اللغة الانكليزية بالشكل الصحيح ولم يؤهلهم للدراسات الجامعية والدراسات العليا .. وبما أنهم غير مؤهلين فابتعاثهم لن يحقق للدولة إلّا زيادة في "المصاريف" وهذا ما أثبتته احصائيات المكاتب الثقافية في الدول المتعددة والتي كشفت عن عدد الطلبة المتعثرين والمنسحبين من البعثات بعد أن كلفوا الدولة ما يزيد عن الستين مليون دينار كويتي خلال الخمس سنوات السابقة ، في الوقت نفسه نرى أنه من الخطأ تطبيق هذا القرار على الطلبة "بأثر رجعي" حيث أن ضعف هؤلاء الطلبة في اللغة الانكليزية هو بسبب وزارة التربية والتي تتحمل المسؤولية كاملةً .

     وبين قرار الوزير الذي أؤيده جملةً لا تفصيلا وبين ردح النواب القبلي والفئوي يجب أن يكون هناك حل وسط يعفي الطلبة المتضررين من هذا القرار من تحمّل مسؤولية فشل وزارة التربية وأيضاً يقوّي طلبة الثانوية والذين لم يتخرجوا حتى الآن في اللغة ليكونوا مؤهلين للآيلتس ومستعدين للابتعاث مستقبلاً .. وهذا ما لم نسمعه أو نراه من نواب الأمة الفاشلين .

     والآن اسمعوني أيها السادة .. لا يغرّنكم حرف الدال الموجود قبل أسماء بعض المرشحين ولا تنجرفوا خلف الطائفيين أو القبليين أو العنصريين ، بل استمعوا لطرح المرشح ومشاريعه التنموية التي يأتي بها لدواوينكم ، ثم تابعوا أداءه في المجلس لتقييموه وتقرروا إن كنتم ستصوتون له ثانية أم إنه لا يستحق الصوت ! وقبل ذلك .. تابعوا أداء نوابكم الحاليين والذين يحملون أحرف "الدال" وأولئك الذين خدعوكم بعباراتهم الطائفية والعنصرية و راقبوا أداءهم الذي لا يتعدى أداء طلبة الابتدائي لتجنبوا وطنكم و أنفسكم هذا الأداء المتخلف .. فالانتخابات عالأبواب.

والله ولي التوفيق

عدد الزيارات : 1869 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق