> مقالات

درب الزلق .. يا سيدي الرئيس بقلم / خليل العريان

كتب : خليل العريان |
 درب الزلق .. يا سيدي الرئيس بقلم /   خليل العريان

 منذ 40 عاما وأجيال متعاقبة ‏تشاهد مسلسل درب الزلق على الرغم ‏من حفظهم له إلا أنهم لازالوا يضحكون وكأنهم يشاهدونه لأول مرة، لقد استطاع ذلك العمل البسيط أن يكون المسلسل الأفضل طوال تلك الفترة ويحقق ما عجز عن تحقيقه أشهر الأفلام والمسلسلات العالمية، فلا يوجد مسلسل أو فيلم أو أي عمل فني استطاع أن يحقق النجاح الذي لازال يحققه درب الزلق ..
‏لقد جسد ذلك المسلسل الكوميدي الواقع الذي عاشته الكويت في تلك الحقبة الزمنية، ‏وحفظ المسلسل صفحة مهمة من تاريخ الكويت، وهي المرحلة الانتقالية بين عهد الغوص على اللؤلؤ واكتشاف النفط وكيف تم تعويض أصحاب المنازل في نهضة الكويت وتوسعها بمبالغ نقدية والذي اطلق عليه مصطلح "التثمين" ..‏
لقد جسد العمالقة من ذلك الجيل من الممثلين الواقع الذي كانوا يعيشونه، وتحدثوا باللغة العامية الكويتية وارتدوا الازياء الشعبية التي تميز بها أهل الكويت، ولم يستخدموا المكياج ليكونوا على حقيقتهم والتي جعلتهم أقرب لقلوب المشاهدين على عكس المسلسلات الحديثة والتي نجد فيها الممثلة في أبها صورة عند استيقاظها من النوم وتارةً نجدها مرتدية اخر صيحات الموضه وهي جالسة في المنزل تحتسى القهوة !!
‏‏لقد كان الدعم اللامحدود من وزير الإعلام آنذاك الشيخ جابر العلي رحمه الله للفن والفنانين هو السبب الرئيسي للنجاح الذي عاصرناه في ذلك العهد ويشاهده الابناء الى اليوم، لقد كانت الكويت سبّاقة للنهظة في شتى المجالات لأن الوزراء لم يكونوا يعملون من أجل البقاء على كراسيهم بل من أجل بناء هذا الوطن .‏..‏
‏وأتمنى من جميع الفنانين الذين شاركوا في الأعمال الرمضانية مشاهدة إعلان شركة زين للاتصالات والذي لم يكن مجرد إعلان لشركة عن خدمات تقدمها لعملائها ولكنه رسالة سامية للعالم تحمل معها أحلام الطفل العربي بأن يحصل على السلام ويستطيع فقط أن ينام .. فلقد جاء ذلك الطفل مخاطباً شاكياً للقادة في العالم بعبارة .. "سيدي الرئيس .. أنا لا انام" .. 
أتمنى من السيد وزير الإعلام أن يوقف الفوضى في اختيار المسلسلات الهابطة، وان يعيد عرض المسلسلات القديمة مثل خالتي قماشة وعلى الدنيا السلام والاقدار وغيرها، وسوف تكون نسبة المشاهدة للفضائية الكويتية أكثر بكثير من ما حققه أي مسلسل حالي، وأن يعيد النظر في سياسة الوزارة ويوقف هدر الملايين من المال العام على مسلسلات وبرامج بلا قيمة تذكر، ونحن نعيش عهد الفضائيات يستطيع المشاهد في كبسة زر أن ينتقل من قناة إلى أخرى بسهولة فمن يرغب بمشاهدة ذلك النوع من المسلسلات فليشاهدها في القنوات الاخرى .. 
ان الفن رسالة سامية، واما أن يكون لدينا فن راقي ويجسد الواقع الذي نعيشه ويساهم في تثقيف المجتمع ويساعد في تقديم حلول جذرية لمشاكل يعاني منها المجتمع أو نكتفي بمتابعة الاعلانات التجارية والتي اصبحت هي العلامة المميزة في القنوات الفضائية ..
  خليل العريان

عدد الزيارات : 3720 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق