> مقالات

رسالة الى الشعب الفلسطيني العتيد ....

كتب : ليما الملا |
رسالة الى الشعب الفلسطيني العتيد ....


بعد الأحداث الإجرامية التي قام بها الصهاينة في محاولاتهم منع المسيرة المليونية السلمية للقدس، عادت بي الذاكرة الى تجربتي الشخصية مع الصهاينة في مطلع الثمانينات عندما احتلت بيروت العاصمة اللبنانية، وقيام القوات الاسرائيلية الغازية بإحتلال منزل عائلتي دون وجود اي معين لوالدتي ( اطال الله في عمرها ) الأمر الذي دعى والدي ( رحمه الله) لبذل كل جهده لإخراجنا من لبنان وعن طريق قبرص الى الكويت. وشاهدت أثناء رحلة المغادرة مناظر مأساوية وجثث في كل مكان ودماء وقتلى وأمور ليس من المفترض ان اشاهدها وانا طفلة، إلا انني عشتها وللأسف ما زلت أعيشها ولكن على نطاق أوسع من لبنان وأصبح يشمل الوطن العربي ...
ولذلك أود ان اخاطب إخواني وأخواتي في فلسطين المحتلة ...
ان ما عشته في لبنان كان عبارة عن فصائل لبنانية مختلفة تتناحر فيما بينها الأمر الذي سمح للإحتلال الإسرائيلي بفرض وجوده والسيطره على كل ارجاء البلاد، واستغاثت وقتها الفصائل اللبنانية المختلفة بالدول العربية، التي كل ما قامت به هو تعقيد الأمور وتعزيز قوة إسرائيل في لبنان، وبعد حرب أهلية طاحنة أدرك اللبنانيون بمختلف فصائلهم (الا فيما ندر) ان طرد الإحتلال لن يكون إلا بارادتهم وليس بإرادة غيرهم ...
والان ونحن نشاهد بداية تسليم مفاتيح القدس الى من ليس لهم حق بإمتلاكها فلا تنتظروا أيها الإخوة والأخوات في فلسطين من العرب أي مساعدة كانت !!!..فالعرب ليسوا في وضع يسمح لهم بالمساعدة بل هم بحاجة لمن يساعدهم ...فلو نظرتم الى الخليج فهناك مشاكل سياسية وإجتماعية وقريباً جداً إقتصادية ... والعراق في حالة تمزق وأصبح أسيراً للطائفية،  وكذلك الحال مع سوريا واليمن !!!... اما تونس فهي تقف على رجل واحدة ولا تعرف اين ستضع الاخرى،  والجزائر محكومة بشخص مكتبه في غرفة الإنعاش اما المغرب فذلك بلد لا يريد الإقتراب من أي أمر إذا لم يكن له منفعة شخصية اولا ً وثانياً وثالثا ً!!!... أما ليبيا فتلك الكلمة مهزوزة لانها قد تتجزأ أو تتغير في أي وقت كما حدث مع جارتها السودان الغائبة عن الوعي منذ نشأتها في حقيقة الأمر... اما (ام الدنيا) وحبيبية العرب مصر .... فلن أقول سوى ... ان مصر ليست مصر التي نعرفها...مصر الأن غريبة وغير مطمئنة !!.... فبعد كل هذا أيها الإخوة في فلسطين هل ما زال لديكم أمل بالعرب !!!
يقول االبرت اينشتاين إن الأحمق هو من يكرر نفس الفعل منتظراً نتيجة مختلفة، وانا على دراية بأن الشعب الفلسطيني يتمتع بذكاء حاد، ولقد حان الوقت لتركيزه نحو أوروبا وأمريكا حيث بدأت القضية الفلسطينية تلقي اهتماما أكبر ولديها عدد لا بأس به من المؤيدين قياساً على اهتمام الغرب بالقضية الفلسطينية قبل عقدين من الزمان ...
إخواني وأخواتي في فلسطين ... حقوقكم لن تأتي إلا بسواعدكم وحان الوقت لتغير ثقافتكم النضالية وحذف فلسفة الإعتماد على الغير لانها لم تاتي اليكم سوى بالنكبات والنكسات .....

ليما الملا

عدد الزيارات : 3216 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق