> مقالات

عنفوان الشباب يسيطر على البلدي ..

كتب : خليل العريان |
عنفوان الشباب يسيطر على البلدي ..

عاشت الكويت قبل أيام قليلة عرس من اعراس الديمقراطية وذلك من خلال انتخابات المجلس البلدي، وعلى الرغم من قلة نسبة المشاركة من الناخبين في الانتخابات البلدية إلا أنها تعتبر أحد طرق المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار وبناء البلد وتنميته، ولقد أشارت الاحصائيات الى ان نسبة المشاركة في الانتخابات لم تتجاوز 25 % من اعداد الناخبين، وتعتبر أفضل من سابقتها والتي لم تتجاوز النسبة فيها 15 % الا أن انخفاض النسبة له أسباب عديدة سنوجزها في الاسطر القادمة.
أحد أهم أسباب انخفاض عدد المشاركين في العملية الانتخابية هي محدودية عدد أعضاء المجلس البلدي، فالمقاعد المتاحة في المجلس هي فقط 10 مقاعد، وصعوبة تحقيق النجاح بالنسبة لبعض الكتل السياسية وفئات المجتمع مما يساهم بعزوفهم عن خوض الانتخابات، ولقد لاحظنا أن هناك دوائر لم يتجاوز عدد مرشحيها عن 4 مرشحين، وإذا كانت لدى الحكومة الرغبة بزيادة المشاركة الشعبية الفعلية في اتخاذ القرار والتنمية فيجب أولا زيادة عدد أعضاء البلدي الي 50 عضو، كما يجب دراسة أسباب عزوف المرأة الكويتية عن خوض الانتخابات المختلفة سواء في مجلسي البلدي أو الأمة أو حتى الجمعيات التعاونية والنقابية.
والملفت للنظر في نتائج الانتخابات هو سيطرت الشباب على عضوية البلدي، وكانت نسبة التغيير تعادل 90 % من أعضاء المجلس السابق من الأعضاء المنتخبين، وجيل الشباب قادم وبقوة للمشاركة في التنمية ورسم الخطط المستقبلية لوطنه من بوابة المجلس البلدي اليوم، ومن يتابع انتخابات الجمعيات التعاونية أيضا يلاحظ سيطرت الشباب على معظم مجالس إداراتها، ومن المتوقع أن تكون الانتخابات البرلمانية القادمة ساخنة جدا وتشهد تغيرات جذرية يسيطر عليها الشباب.
إن الأسلوب التقليدي في توقيع المعاملات الحكومية وموضة العلاج في الخارج ستقف عاجزة امام طوفان الشباب وموجهم العالي وانتشارهم وطرحهم لقضاياهم من خلال منصات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وستكون المنافسة واضحة بين جيل العمالقة وعنفوان الشباب .. ويجب تلبية مطالبهم والحوار والتفاهم معهم والاستماع لما يدور في خلدهم وتحقيق أحلامهم هو الطريق للوصول الي مجلس الامة القادم أو أي مقعد انتخابي، فالمجتمع الكويتي مجتمع شاب وغالبية السكان فيه من فئة الشباب، والأساليب التقليدية القديمة ستتغير واصول اللعبة ستختلف...
ان الشباب هم رجال المستقبل ولقد قالوا كلمتهم في الانتخابات البلدية وعليه سيكون لهم كلمة مؤثرة في الانتخابات القادمة، وربما من خلال نفس التوجهات القبلية الطائفية العائلية الفئوية ولكن بصوت الشباب ..


عدد الزيارات : 1356 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق