> مقالات

انسحب ترامب فسقطت فلسطين بدلاً من ايران .


انسحب ترامب فسقطت فلسطين بدلاً من ايران .


     حيث أن الكاتب مطالب بالوحدة الموضوعية في المقالات فإني أعترف بأني دخلت في حيرة من أمري عند كتابة هذا المقال ولم أدري هل أكتب عن أمريكا وعدم التزامها بوعودها أم ايران وثبات موقفها قبل وبعد انسحاب ترامب أم العرب وتناقضاتهم التي جعلتهم الخاسر الأكبر في كل الأحوال ، أي سواء مر الاتفاق النووي أم لم يمر ، أم سأخلط هذه المواضيع الثلاثة لأصل في النهاية لسقوط القدس ؟
كان انسحاب ترامب من الاتفاق النووي أمراً متوقعاً ولم يشكّل مفاجأة .. لكن المفاجأة تمثّلت في رفض بعض الدول العظمى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالإضافة للإتحاد الأوروبي لهذا الانسحاب الذي اعتبروه متسرعاً و غبياً ، وهذا ما أكده ممثلي تلك الدول مثل وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون ثم نظيره الفرنسي جون إيف لودريان والذي قال أن فرنسا ترفض دفع فاتورة انسحاب واشنطن لتلحق به المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رافضةً الانسحاب من الاتفاق النووي وأخيراً فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي والتي دافعت عن الاتفاق النووي ، ليبقى العرب وحدهم المصفقين لانسحاب ترامب ظناً منهم أن عقوباته على ايران ستحجّمها متناسين أنها تصدّت لتلك العقوبات عندما كانت وحيدة ودون وقوف أيٍ من تلك الدول آنفة الذكر معها .
 فإيران ومنذ قيام ثورتها ضد الشاه وهي تواجه الحصار والذي كانت نتيجته أن وصلت للاكتفاء الذاتي في عدة مجالات مثل الصناعة والزراعة وكان هذا قبل أن تفاجئ العالم بصناعاتها النووية والتي أجبرت بها مجموعة 5+1 على الجلوس معها على طاولة الحوار ، وبعد انسحاب ترامب وإصرار بقية الدول العظمى على الاستمرار بالاتفاق النووي لا أعتقد أن ايران ستلتفت لترامب .. بل هي اليوم تفرض شروطها على الاتحاد الاوروبي لتقبل الاستمرار بهذه الاتفاق أو أن تستأنف تخصيب اليورانيوم بدون موافقة أحد !
     لنصل في النهاية إلى العرب والذين لا ناقة لهم في كل ذلك ولا جمل وأي نتيجة سيتم التوصل لها بين الدول العظمى وايران ستكون سلبية عليهم ، فالمحللين السياسيين اعتبروا انسحاب ترامب تحريراً لإيران من قيود الاتفاق النووي وهذا ما سيشكل تهديداً لأمن دول المنطقة ، وفي الاحتمال الثاني وهو عدم انحساب ترامب .. نجد أن الأمر سيستتبعه بالضروره رفع العقوبات الاقتصادية عن ايران وهذا ما سيشكل تهديداً مباشراً لاقتصاد هذه الدول . بالإضافة إلى ذلك نجد أنهم ، أقصد بعض العرب ، قدّموا الكثير من التنازلات التي مسّت كرامتهم مقابل اسقاط ايران والتي لن تسقط بطريقتهم هذه (وفق المعطيات السياسية) ، وأبرز هذه التنازلات هي التنازل عن فلسطين "رسمياً" والمباركة لترامب لفتح سفارته في القدس الشريف .. فهل يعتقدون أن ترامب و بعد أن حصل على هذه الهدية منهم "القدس" والتي تعبّر عن اسلامهم وتاريخهم و عروبتهم وكرامتهم سيجتهد لاسقاط ايران من أجل سواد عيونهم ؟ بل سيستمر في تحريضهم ضد ايران ليحصل على أموالهم ، لتبقى أمريكا الحارس الوهمي لهم وتبقى ايران قائمة .. وتبقى فلسطين ساقطة ..

فقليلاً من الموضوعية يا عرب !!

والله ولي التوفيق
عبدالعزيز بومجداد

عدد الزيارات : 1710 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق