> مقالات

انتهى عهد الغش في الثانوية العامة

كتب : خليل العريان |
انتهى عهد الغش في الثانوية العامة

  وزير التربية .. عندما نبدأ حياتنا بالغش ستكون نهايتها بلا شك وهم .. ‏فلقد قالوا قديما أن العلم في الصغر كالنقش على الحجر .. ‏فخيراً فعل وزير التربية الجديد الدكتور حامد العازمي عندما قرر السير في الطريق الصعب واتخاذ القرار بتعديل لائحة الغش .. ‏فتلك القرارات المصيرية تؤثر بلا شك على مستقبل الوطن .. فعندما يترعرع الإنسان منذ نعومة أظافره في مجتمع يساند ويساعد على الغش سيتعلم بأن الغش هو أسهل واسرع طريق للنجاح، ‏والغش في الثانوية العامة يعتبر بداية الفساد حيث يحصل الطالب على الدرجات التي لا يستحقها ويزاحم أقرانه المجتهدين من الطلبة في القبول في الجامعات والمعاهد والكليات والبعثات، وربما يدخلها الطالب الغشاش ويُرفض الطالب المجتهد بسبب عدم وجود مقاعد كافية، ليدور المجتهد في دوامة اليأس ويشاهد كيف أن طريق الغش هو السبيل الأمثل للنجاح وليس الدراسة ..
‏يعتبر الغش في الثانوية العامة أول خطوة في طريق الفساد يتبعها خطوات اخرى مثل شراء الشهادات الوهمية من الجامعات الورقية، أو استخدام جميع الوسائل المتاحة سواء من واسطات او غيرها للوصول الى المناصب القيادية، مما يجعلنا نتساءل كيف ينمو وطن نجح فيه الطلبة بالغش والشهادات تشترى والمناصب توزع بالواسطة ؟؟ 
لقد حاول وزراء التربية السابقين إصلاح مشاكل التعليم بشتى الوسائل والطرق، من خلال محاولة إصلاح المناهج، واختيار القياديين الأكفاء، وبعضهم ذهب الى أبعد من ذلك حيث وقع العقود مع الشركات الاستشارية والبنك الدولي وغيرها من أجل إصلاح مخرجات التعليم، ونتذكر قرار المرحوم الدكتور أحمد الربعي بإدخال اللغة الإنجليزية لمنهج المرحلة الابتدائية لكي يعالج ضعف الطلبة الخريجين في تلك اللغة، ولقد اثمر ذلك القرار وحقق الأثر الإيجابي على الطلبة والشباب لاحقا بإتقانهم اللغة الانجليزية ..
أن القرارات الصعبة تحتاج الى رجال دولة، وقرار وزير التربية كان من تلك القرارات الصعبة وتم اتخاذه بشجاعة، فنحن في هذا الزمن لسنا بحاجة الى السيف لمحاربة الفساد ‏واصلاح البلد، ولكننا بحاجة إلى قرارات ورؤية تصنع مستقبل البلد، والنقش في الحجر يبدأ من الصفر والصغر، ولابد من إيقاف الغش اذا رغبنا بإعمار هذا الوطن..
جميعاً يجب أن نقف خلف وزير التربية ونشد من ازره ونسانده في قراراته الصعبه كما أتمنى بل أرجو أن لا يتراجع معالى الوزير عن ذلك القرار مهما كانت الضغوط، فالكويت بحاجة إلى شباب مجتهد يعمر الوطن ويبنيه، والعلم يبنى بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم، ولن يبني الغشاش صاحب الشهادة الوهمية ‏الوطن بل سيهدمه "لا سمح الله" ..


خليل العريان

عدد الزيارات : 1596 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق