> مقالات

لقيناه لقيناه ....يا احلا ايام العمر

كتب : غادة الرفاتي |
  لقيناه لقيناه ....يا احلا ايام العمر


بقلم الاعلامية غادة الرفاتي 
الولايات المتحدة الامريكية 

أشعر دائما بالسعادة تغمر قلبي وتغذي روحي كلما أتحدث او أكتب بقلمي عن الكويت , ولا اعتقد أنني في يوما ما سوف أمِلُّ من ذلك ... وما زلت اذكر حكايات أمي رحمها الله عندما التحقت  بوالدي  للعيش في الكويت  وكان ذلك في عام 1960. ... كانت امي تحدثنا دائما عن سنواتها الاولى في الكويت  وكيف في البداية عاشت في منطقة خيطان لتكون بالقرب من أم نائل احدى قريبات الوالد من اخواله  وهم عائلة الهنيدي وعائلة الهنيدي كانوا من اوائل الفلسطينيين الذين هاجروا الى الكويت في اوائل 1949 كمحمد عبدالرحمين الهنيدي وسليم الهنيدي .. وما زلت اذكر حكاياتها لنا ونحن اطفال كيف كانوا يصنعون التكييف الطبيعي وهو ربط شرشف أو غطاء السرير مرفوعا بحبل بزوايا الغرفة الاربعة لوضع قوالب من الثلج حتى يتم تبريد الغرفة وذلك طبعا قبل شراء مكيّف الهواء الذي أصرت والدتي على الحصول عليه وشرائه بعد انتقالها بفتره قصيرة ... ومن ثم  انتقلت العائلة الى مدينة السالمية والتي كان يكثر بها العوازم والكثير من بيوت الطين القديمة ... ولكن ما هي الا اعوام قليلة حتى تغيرت السالمية وأصبحت من اجمل المناطق في الكويت عمرانا وحيوية ومطاعم وكافتيريات وأسواق ومجمعات سكنية وواجهات بحرية فمنطقة السالمية لمن سكن الكويت معروفة برُقيّها خاصة شارع سالم المبارك وكان بيتنا يقع في هذا الشارع اي في منتصف سوق السالمية التجاري...لم يكن يهم عائلتي حر الكويت ورطوبه جوه فكل هذا لم يعد له أثر بسبب حبهم لهذا البلد الطيب فالكويت كانت بمثابه  وطن آخر لهم لا يقل عن حبهم لفلسطين اوالاردن ,.... وكما قلت في مقاله سابقة كيف علّمنا أبي رحمه الله " بلد أكلت من خيراته ايّاك ثم ايّاك أن ترمي حجرا في بيره ( بئره) " فكيف في بلد هو مسقط رأسي . 
ذكريات عائلتي في الكويت لا تنتهي أبدا ونتحدث عنها كلما اجتمع أفراد الاسره بأمريكا .... 
من ذكريات امي أيضا كيف كانت اطماع العراق في الكويت في عام 1961 عند اعلان استقلال الكويت وتهديدات عبدالكريم قاسم بضم الكويت للعراق وكيف فرحوا جميعا من  مواطنين ووافدين بانتهاء التهديد بمقتله وكان ذلك في عهد الشيخ عبدالله السالم رحمه الله وانطلقت اصوات المدافع والزغاريد ابتهاجا بذلك وانتهاء الازمة بدون حرب .وما زلنا نذكر في جلساتنا امير الكويت الراحل صباح السالم الصباح رحمه الله  فكان رمزا للطيبة وكيف ضم الفلسطينيين وفتح لهم أبواب العيش والرزق حتى أننا كنا نسمي منطقة حولي والنقره بالضفة الغربية لكثرة اعداد الفلسطينيين المتواجدين هناك, وكيف لا و الكويت تعتبر أول دولة عربية تفتح فيها مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية ...
ومع أنني كنت طفلة ولكنني ما زلت أذكر حتى الان كيف خيّم الحزن الكثير من البيوت في الكويت عندما سمعنا خبر وفاه الشيخ صباح السالم رحمه الله ....فأدركت حينها أن من مات له مكانه غاليه في القلوب 
... كيف لي أن  أنسى الاغنية الوطنية الجميلة التي رددناها كثيرا في صبانا " في ظل والدنا وقائدنا صباح ترسو سفينتنا على بر النجاح " .... وما زلت اذكرأيضا جابر العيش رحمه الله والانشوده المدرسية في عيد الكويت الوطني آن ذاك 
لقيناك لقيناك يا احلى ايام العمر لقيناك 
جابر ابونا من عمر عرفناك 

ولكن شاءت الاقدار أن  يغادر الطير عشه لينتقل الى مسكن آخر ليكون في الولايات المتحده الامريكية  المتعدده بولاياتها الخمسين اعظم دولة وأكبر قوه في العالم , ولكن مع طول هذه السنين والغياب ما زلنا ندعو للكويت بالخيركلما تذكرناها وندعو بطول العمر والبركة والصحة لاميرها الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي دائما يقف مع الحق ويحاول لم الشمل الخليجي والعربي فنجد  مواقفه المشرفه دائما  كلها في صالح وحده الامة العربية التي غدت في أيامنا هذه اكثر شتاتا وانقساما من أي زمن مضى ... اشاهده عبر شاشات التلفاز وأتتبع اخباره عبر وسائل الاعلام المرئية او المقروءه وفي عمره هذا ما زال يحاول جاهدا الاصلاح وفك النزاعات والخلافات بالطرق السلمية وحفظ السلام في بلادنا العربية,   فأُحدِث نفسي واستغرب كيف أن البعض يلومني على حب الكويت وعدم نسيانها ...
 والله يا كويت العز ويا كويت العروبة والحق 
وعد من قلب محب أن لا أنساكي أبدا ما حييت 
وسيظل لساني رطبا بذكرك 
ودمت ذخرا وشرفا للامة العربية 
مواقفك جليلة وعظيمة مع قضايانا وأبرزها قبل أيام قليلة قيام الكويت التي فازت بمقعد غير دائم في مجلس الامن الدولي بافشال المشروع الامريكي الذي يدين حق المقاومة الفلسطينية , فالكويت تعتبر أن للفلسطينيين حق مقاومة الاحتلال وان السلام لن يعم في العالم الا بحل حق العوده وحل مشكلة القدس الشريف.
  ومن ثم موقف الكويت بأميرها من الازمة الاقتصادية في الاردن لمساعدته ماليا في ازمته الاقتصادية الاخيره فالاشقاء والاخوه هم من يقفوا بجانب بعضهم البعض في الازمات .
وبما أننا بالايام العشر الاواخر من رمضان لندعو جميعا أن يحفظ الله الكويت وأميرها وأن يحفظ امتنا العربية والاسلامية وأن يلم شملهم  وينزع الغّل من قلوبهم وأن يحفظ دمائهم وأن يعود كل مهاجر ولاجيء الى ارضه ووطنه وان تعود فلسطين لاهلها واصحابها وعاصمتها القدس الشريف..... 
وان يعم الامن والسلام العالم أجمع ربما تكون ساعة ايجابه من الله العلي القدير. 
وكل عام وانتم بخير

عدد الزيارات : 2508 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق